الأهداف الكبيرة تحتاج عقول كبيرة وجهود مضاعفة لتحقيقها.. فليس بمقدار من رضوا أن يجعلوا أنفسهم في الهامش وفي مؤخرة الركب.
التسابق لصنع الإنجازات وتحويل واقع الناس لاجتماعي إلى حياة زاخرة بالرفاة والازدهار..
حتى يتغير الجهاز المفهايمي لديهم ويبنوا عقلهم المعرفي والفكري على أسس ومتكئات فكرية علمية تمكنهم من النهوض والارتقاء أولاً على مستوى الذات والتخلص من حطام الواعية السلبية في الميدانين السياسي والاجتماعي.. ثمة شوائب كثيرة تخالط العقل الإنساني العربي وجعلته إما حبيس التخلف والقعود وهيمنة الاستبداد جائعاً خائفاً كسلاناً أو ضحية لمقايضة خبيثة بين الحقوق المادية والحقوق السياسية والمدنية والفكرية من جهة أخرى "فإما أن تشبع البطون وتجوع الأرواح أو تخوى البطون وتجوع الأرواح "وإما بواعية سلبية واسترخاء مزمناً في مقعد الفسحة يتباها ويتزين بمستوردات من الأشياء مما صنعه الغير يعيش حياته على اللذائذ والشهوات فصار "مجتمع لذائذي "بامتياز.. ينقاد باستمرار لسلطات الاستبداد طواعية دون إبداء أي مقاومة أو استنكار مادام شابع البطن متشبع الشهوة ..إنها حياة بئيسة في كلا الحالتين صنعها هؤلاء عن رضى منهم يوم أن تركوا للغير أن يتدخل ليصوغ لهم حياتهم الخاصة وقناعتهم التصورية والفكرية ..فغدوا قطيع في مزرعة السلطان.. وأي جرم أفظع من أن تتنازل عن حريتك وتكون عبداً لصنمية مدمرة ساهمت أنت في وجودها فغدوت تخافها وأصبحت تحاصرك بل ربما حاصرت أبناءك من بعدك.. هذه حياة تعيشها أغلب البلدان العربية و التي لم تصلها ثورات الربيع العربي.. فإذا كانت تلك البلدان التي قامت في ثورات الشعوب قد كسرت قيد الاستبداد وحلقت بجناحيها في سماء الحرية ولعنت الطاغوت وهي اليوم في اختبار حقيقي لقدرتها بالعبور إلى مشروع الدولة والتخلص الإداري والمالي من الفساد الذي بات يهدد الثورات.. فإن بلدان أخرى مازالت تعاني كل فواجع وضغوطات الاستبداد والفساد الذي يداهم حياتهم الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية ..ثمة أمر يجب أن نعترف به اليوم رغم كل التحديات والعراقيل والعوائق التي باتت تواجه وتهدد بلدان الربيع العربي خاصة بعد الانقلاب على الثورة ومشروع التغيير في مصر كسيدة للربيع العربي.. إلا أننا بمقدورنا اليوم أن نرى أملوحلم ونصنع مستقبل حينما ترى تجارب تطل بضوئها على بلدان الربيع العربي وتحاول محاكاتنا لواقعها صوب مربع الأداء والتنافس والفعل الحضاري ..تركيا بتجربة العدالة والتنمية الرائدة مصباح يضيء لنا العتمة ويدعونا إلى مربع الأداء والإنجاز والفعل الحضاري.. فنهاية الأسوار التي دمرناها الاستبداد وبداية التغلب على الفساد وبناء الدولة وتحقيق عملية ديمقراطية شريفة ونزيهة.
أحمد الضحياني
نهاية الأسوار بداية الشطآن 1233