من يقارن بين خطاب المؤتمر الشعبي العام عن حزب الإصلاح وخطابه عن الحوثيين وكيف يحاول هذا الإعلام تصوير أبناء الإصلاح كـ " شياطين مجرمون" " يريدون تدمير اليمن" وتصوير مليشيات الحوثي المسلحة المتمردة على أنهم " مواطنون سلميون " و" قوى سلمية " ومن يقارن بين بيان المؤتمر الشعبي العام عن الاعتصام السلمي الذي نظمه العشرات من أبناء إب أمام مبنى المحافظة وبيان المؤتمر الشعبي العام عن أحداث عمران ورؤيته لمليشيات الحوثي المسلحة التي حاولت اقتحام عمران بقوة السلاح يدرك إلى أي مدى وصل إليه الخطاب الإعلامي للمؤتمر من تناقض؟!!
الإصلاح تنظيم سياسي له أخطاء وسلبيات وله ميزات وإيجابيات مثله مثل بقية التنظيمات السياسية في اليمن بمعنى أنه له وعليه ولكن شيطنة أعضاء الإصلاح وتبرئة مليشيات متمردة مسلحة تمارس الإرهاب بأبشع أنواعه وتقتل على الهوية وتدمر المنازل وتفجر المدارس وتحول المساجد بيوت الله إلى لوكندات وتشرد عشرات الالاف هو أمر بعيد عن الإنصاف والواقع وعن المهنية والمصداقية .
كثيرون يختلفون مع الإصلاح وينتقدونه أو حتى الذين فقدوا الثقة فيه أو في غيره لن يصدقوا مثل هكذا خطاب لأنه خطاب يصدر بدافع المكايدات وتصفية الحسابات إضافة إلى أنه خطاب إعلامي غير واقعي وممتلئ بالتحريض على العنف ويحاول دفع قوى دولية وإقليمية لمحاربة تنظيم سياسي سلمي عبر تناولات إعلامية تصف الإصلاح في اليمن بأنهم " الإخوان ، الإخوان الإخوان الإخوان الإخوان " وكأنه هذا الإعلام يحاول أن يقول لبعض الجهات : وعندنا أيضا إخوان نريد محاربتهم هاتوا الإمكانيات نقضي عليهم وكأن هناك آية جديدة أو تشريع سماوي جديد يقضي بأن الإخوان إرهابيون ؟!!
وينسى هؤلاء ومن يحاول استغلال بعض التوجهات لبعض الأنظمة الإرهابية الفاشلة كما هو الحال لنظام مصر التي أنقلب على الرئيس المنتخب وسجنه وسجن أعضاء حزبه وسحلهم وقتلهم لكي يبرر كل جرائمه بحقهم ولو سألنا هنا : من هو الذي يمنح صكوك الغفران ويصدر الحكم بالإرهاب ؟!! من هو ؟! هل هو خصوم الإخوان والخائفون من نشاطهم ؟!!
ما هو الإرهاب أولاً ؟!
ومن هو الذي يمنح هذه الصكوك ؟!
ويصدر هذه الاحكام القاطعة التي لا استئناف فيها ؟!
لو نظرنا للذي يتهم الآخرون بالإرهاب لوجدنا أنه غارق في الإرهاب إلى أذنيه ممارس له منذ عرف نفسه ومع هذا وجد له تهمة ضد خصومه وأمسك بها " مسكة الأعمى بالظلمي " وكل هذا التوجه للأسف هو حقداً وانتقاماً ولو كان هؤلاء حريصون على بناء الأوطان لأنصفوا الناس وطووا صفحة الماضي بما فيه طالما أنه " لا منتصر ولا مهزوم " ولسموا الأشياء بمسمياتها ولكنه الحقد والرغبة في الانتقام يعمي ويصم وللأسف كل هذه التناولات الإعلامية تتم بدافع الانتقام من الإصلاح لأنه أيد ثورة الشباب والحقيقة أن تأييد الإصلاح والمشترك لم يكن ضد المؤتمر كحزب بل كان رغبة في الانحناء لموجة التغيير والمؤتمر كحزب هو باقي ومشارك في السلطة بنصف الحكومة وهو ما دعا إليه صالح بنفسه في فترات سابقة وللمؤتمر حوالي 80% من الوظائف العلياء وحتى هذا التأييد لم يكن ضد شخص الرئيس السابق صالح والذي أعفته الثورة الشبابية من المسئولية كمسئول أول يرى حسب قوله أن " السلطة مغرم لا مغنم " في وقت كانت البلاد تتجه للانسداد أعفته من تحمل المغرم وتركت له المجال ليحتفظ بميزات كثيرة وليمارس السياسة وليـ " يرويهم المعارضة " وليعبر عن رأيه كما يريد وليقل ما يشاء حتى الشتائم.
فكلاً يعبر عن رأيه بل إن المبادرة الخليجية والصلح القبلي الذي تمخض عن ثورة الشباب قد أفضى إلى إعفاء صالح من مسئولياته بموجب المبادرة الخليجية التي صاغها هو والتي بدورها وزعت المسئوليات على الجميع فالذين ينتقدون الوضع الآن لا ينتقدون الرئيس السابق علي عبد الله صالح رغم أنه يتزعم حزب مشارك في السلطة وإنما ينتقدون السلطة أو بالأحرى المشترك ولا ينتقدونه وللأسف تصرف الرئيس السابق علي عبد الله صالح كمنتقم جعله يرى بأن استئصال الإصلاح في اليمن سيشفي غليله والحقيقة أن توجها كهذا يحاول إقصاء تيار عريض بحجم الإصلاح يدخل البلاد في دوامة الفوضى والتصفيات والإبتزاز فالتحريض الإعلامي على العنف والكراهية ضد تيار سلمي هو محاولة لإدخال البلاد في أتون فوضى وعنف لا يعلم نهايته إلا الله .
للأسف من يتابع كثيرا من التناولات الإعلامية في الوسائل الإعلامية التابعة للرئيس السابق يجد أن الهدف والأهم هو أن يشفي صالح غليله ويبرد قلبه وتخرب البلاد لا زادت سبرت هذا شعار صالح ولسان حاله " علي وعلى أعدائي " والذي حوله الإعلام التابع له إلى برنامج عملي يشاهده البعض ويشفق على هذا الوطن الذي سيدفع الثمن في نهاية الأمر وفي خاتمة المطاف ..
صحيح أن الإصلاح لا يمثل البلاد لوحده وليس هو الوطن وكذلك المؤتمر ولكنها دعوة صادقة لنبذ خطاب العنف والكراهية والتحريض فنحن في سفينة واحدة وأبناء وطن واحد مهما قسى بعضنا على بعض .
مؤخراً تبرأ المؤتمر من أي خطاب إعلامي في غير وسائل إعلامية محددة والبعض رأى أنه بسبب كتابة الرئيس السابق صالح لمقال وضمنه شتائمه وألفاظه التي كان ينبغي الترفع عنها، قال المؤتمر أن الوسائل الإعلامية التابعة له وحددها بالميثاق و22 مايو والمؤتمر نت هي من تعبر عنه رسميا ومع هذا فهذه الوسائل الإعلامية لا تختلف كثيرا عن " اليمن اليوم" صحيفة وقناة وكذلك قناة " آزال" وبقية وسائل إعلام الرئيس صالح ولا تخلو من التحريض على العنف والكراهية ومن خطاب الانتقام الذي يختزل كل فساد وشرور بالإصلاح الإخوان الإخوان الإخوان الساقطون المدمرون التخريبيون ال وأل ...إلى آخر القائمة وللأسف وليت مليشيات الحوثي التي ترتكب كل هذه الجرائم يطالها شيء من هذه الاتهامات .
الإصلاح له أخطاء مثله مثل المؤتمر أو أي تيار سياسي له وعليه ولكن شيطنته وتصوير الحوثيين بـ "حمائم السلام" و" طيور الجنة" و" المواطنين السلميين " هو خطاب إعلامي بعيد عن الإنصاف والواقع والحقيقة يعلمها الناس جميعاً ولا يستطيع أحد خداعهم بهكذا خطاب وهو خطاب مكايدات وتصفية حسابات والله المستعان وربنا يلطف بهذه البلاد وأهلها ..
وهذا لا يعني أن الطرف الآخر لا يوجد لديه خلل في إعلامه وهذا ما سنتناوله في مقال قادم ..
وربنا يلطف بالبلاد والعباد.
محمد مصطفى العمراني
في إعلام المؤتمر..مليشيات الحوثي سلميون, والإصلاح شياطين مخربون!! 1856