في ظل الأوضاع التي تعصف بالوضع اليمني وتتناوحه من كل حدب وصوب يظل السؤال الحائر على شفاه المواطنين,هل سيفعلها اليمنيون ويجنبون البلاد والعباد أزمة خانقة ربما تودي بكل شيء فيه, ويترفعون على تلك الصغائر التي باتت اليوم هي الوسيلة التي يتناحر بها السياسيون من أجل أن يطفئوا نار دواخلهم وحقدهم الدفين منذ أن ثار الشباب في ربيعهم العربي الذي قلب موازين البلدان العربية وأسقط الكثير من الديكتاتوريات والمماليك آنذاك..
رغم أن ثورة الشباب اليمني تمخض عنها مبادرة الخليج التي أمسكت عصا الوضع اليمني من الوسط وحاولت أن ترضي كافة الأطراف اليمنية دون أن توجد حلول جذرية للواقع المزري الذي أنتفض الشباب اليمني من أجل تغييره واجتثاثه من جذوره, ومن أجل أن تتعادل موازين الحياة في الشارع اليمني والتي كانت مائلة لصالح النافذين والفاسدين وكل من يبجلون ويقدسون النظام السابق والذي لايزال يعيش في حالة موت سريري وينازع سكرات الموت ليظل قوي وشامخ كما أعتاد عليه الشعب في أوج غطرسته وظلمه لهم, يتغير في الأمر شيء..
واليوم وبعد مرور ثلاثة أعوام على تلك المبادرة المشوهة لايزال الوضع اليمني مضطرب ويعاني من احتقان واختناق في كافة مفاصله ومرافقه ولم يتغير فيه شيء بل ازدادت الأمور سوء من حيث ازدياد عمليات القتل والترويع والتخريب والترهيب والفوضى والعبثية والأصوات التي تظهر هناء وهناك وحروب الصحوات في بعض مناطق اليمن والتي يعلم الكل من يقف ورائها ومن يغذيها ويؤجج نارها التي التهمت الكثير من جسد الوطن اليمني ولم يعد قادر على المضي قدما في ظل كل تلك الإرهاصات..
ورغم كل المحاولات الترقيعية التي تقوم بها الدولة ممثلة بكافة أجهزتها من أجل أن يبقى الوطن في حالة يقظة تامة لم يتغير في الأمر شيء بل ازدادت الأمور تعقيداً وأزداد العنف والترهيب والترويع القتل وأتخذ صور وأشكال أخرى تظهر قدرة العدو على التعامل مع الواقع مهما حاول البعض (ترقيعه) بخيوط أوهن من خيوط (العنكبوت)..
مما يدل على أن الوضع اليمني يتجه صوب الهاوية والإنزلاق نحو الحرب الأهلية والطائفية والمذهبية والحزبية التي كان الكل يترقبها بل ويخاف منها ويحسب لها الف حساب في حال نشوبها كونها ستحرق الحرث والنسل وستبيد كل شيء,ولن تكترث بأي مبادرات أو قرارات اتخذت من قبل الأطراف التي تدعي حرصها على اليمن إن لم يطبق من هذه القرارات والحلول أي شيء على أرض الواقع وتضرب بيد من حديد كل من يمس أمن وأمان البلد إن كان فعلا يهمهم أن يضل اليمن في حالة استقرار وطمأنينة بدلاً من حالة المد والجزر التي تشهدها..
ولهذا فالأجدر بكل الأطراف التي تتناوح البلاد أن تسعى لإصلاح ما أفسد الدهر وما طالته أيادي العابثين التي لا تأبه بالحالة المضطربة التي يعيشها الوطن, وتترك مصالحها ومطامعها ومآربها الخاصة وتؤثر مصالح الوطن على مصالحها وأحقادها ومشاكلها.
فهد علي البرشاء
عن الوضع اليمني 2086