النشوة معنى متعدد الاستعمالات.. نشوة السيادة, نشوة الظفر بالمطلوب, نشوة النصر على العدو, نشوة الفوز بكافة صوره.. النشوة هل هي مذمومة بإطلاق؟! هل هي مطلوبة؟! هل هي رديف للعجب أو لازمة له؟!..

 أياً كانت فهي مذهبة للعقل, ومنها نشوة السكر, لكن أخطرها هو أطولها أمدا.. وأسوأها ما صاحبه سعار لنيل مثلها.. نشوة النصر أصابت جماعة " الحوثي " فذهبت بهم لمذاهب بعيدة قد ترديهم ..! فهل هو استدراج من القدر, يبلغهم به لمواقع مصارعهم..؟! من يريد ذلك من محبي اليمن؟ كل أحد يدرك ضريبة هذه النتائج الفادحة, لن يريد ذلك المصير المؤلم, لأي فريق من أبناء اليمن! على عقلائهم الإفاقة السريعة قبل فوات الأوان, والوعي التام لأبعاد الصورة؛ فاليمن الجديد ثار على الاستبداد ولن يرجع أبدا للوراء..! ثم حتى متى الاقتتال, ولماذا يريد بعضنا استئصال بعض؟! الوطن بحاجة لكل قواه, بتنوعها الفريد, ليصنع "نخب كوكتيل" يروي به بذور مجد اليمن الجديد, لتزهر جميع ثمار شجرة الوطنية؛ فنقطفها نضرة حلوة, نعتصرها أفعالا صالحة لله, وللوطن, وللتاريخ, ليسطر به أروع الحكايات لشعب أرادوا له الموت, فأراد للوطن الحياة, فعاش به, و لأجله روحا واحدة, تتنفس من أمزجة شتى هواء عليلا من سماء وطن كبير يسع الجميع..

 عودوا لمواقعكم, لبساتينكم, لمملكة الرمان, فأشجاره تنتظركم, وموسم الحصاد يغني أهازيج الحياة الحلوة, تهفوا ألحانها لسماع أصواتكم ترن في قلب الأرض, تحن إليكم بشجن, تدعوكم بعيون الأزهار الناعسة لتعودوا, تصبون الجهد في أرض مباركة, فتهتز طربا وتربو, فيتدفق الخير نهرا نشرب منه جميعا عصيرا أحمرا رمانيا, ممزوجا بعرق الفلاح اليمني الأصيل, بعدما عاد إليه رشده, فألقى بسلاح الموت بعيدا, وأمسك بمعول الحياة..

 نخب صحة غير مسكر "للحوثة", ولكل "صعداوي", وكل يمني أصيل, يرنو لموسم الرمان, بأمل, وبشوق كبير..!!