كائنات طفيلية.. ولدت.. نشأت.. تضخمت.. حتى بدت صورتها الآن طاغية ومرعبة إن لم نقل عابثة بكل محاولة من شأنها وقف نزيف الدم وإحلال السلام والأمان وإشاعة لغة الحوار وبسط هيبة الدولة واستعادة مظاهر الحياة إلى مدينة استوطنها القتل والخوف والاهمال والعبث ولدرجة بات معها طفح المجاري وأكوام القمامة والكلاب الضآلة وأشباح القتل والتقطع والسرقة من الأشياء اليومية المألوفة لسكان هذه المدينة المنكوبة.
إذا ما عاودت لغة العنف والخراب خلال الأيام القابلة, فذلك أن هذه الطفيليات البشرية عاودت استئناف ما جبلت عليه زمناً!! فئة من الخلق قسم منها متغلغل للأسف في أجهزة الدولة وتحديدا في مؤسستي الأمن والجيش, فيما القسم الآخر يحسب نفسه على فصائل التحرير والمقاومة الجنوبية.
في كلا الحالتين, الغالبية الصامتة ينبغي أن تتحرر من صمتها وخوفها نحو هؤلاء العابثين في الحياة والسكينة.. نعم فئتان طرفا نقيض لكنهما في المحصلة فئة عبثية واحدة، وغاية أنانية ضيقة واحدة وإن اختلفت وتعددت الوسيلة واليافطة.
ختاماً علي بتذكيركم بمقولة رائعة اطلقها مارتن لوثر كينج قبيل اغتياله برصاصة أميركي أبيض متعصب لفكرته المناهضة لمسألة المساواة بين الأثنيتين السوداء والبيضاء, مما قاله" التراجيديا الكبرى ليست الاضطهاد والعنف الذي يرتكبه الأشرار، بل صمت الأخيار على ذلك".
محمد علي محسن
كائنات طفيلية.. 1376