نشارك في ورش عمل كثيرة، اجتماعية وسياسية، نخلص منها إلى مجموعة من الأسباب والحلول التي نحاول أن نعكسها بشكل تطبيقي على واقعنا الجائع إلى مذاق الطمأنينة الاجتماعية والسياسية حتى يستطيع إنعاش واقعه الاقتصادي والثقافي والفكري بما يلائم مرحلة استثنائية يعيشها العالم أجمع.
الأجواء التي تسود ورش العمل تلك من تعاون وطرح صريح لواقعنا بكل تغيراته والاجتهاد في إيجاد الحلول الملائمة لمشاكله واحترام وجهة نظر الآخرين وتوجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والدينية.. كل تلك الأجواء المحمومة بالوطنية بشكل كبير تدفعنا لتقديم أفضل ما لدينا من رؤى ومقترحات حُباً في هذا الوطن ورغبة في إرضاء ضمائرنا التي توجعت من صمت طال حتى شعرنا معه أننا معشر من البكم (بضم الباء وتسكين الكاف) الذين ختم الله على أفواههم!
نشعر ونحن نعمل معاً كخلية نحل مجتهدة بالسعادة التي لا يمكن وصفها بمجرد ابتسامة أو كلمة، لأن هذا النوع من الرضا والسلام الداخلي لا يحدث في كل مرة نسبر فيها أغوار المستحيل باحثين عن معجزة يمكن من خلالها الوصول إلى وطن تسكن قلوب الأوفياء والمخلصين من أبنائه الذين لا زالوا يجدون عهد الشموخ كل يوم وليلة.
فجأة تتحول تلك الورش إلى بوتقة تنصهر بداخلها كل معاني الحب الخالص لهذا الوطن الكبير بكل ما فيه حين تمتزج أفكارنا وتترابط طموحاتنا الكبيرة جنباً إلى جنب أمام طموحات داخلية وخارجية رخيصة لا تتوقف عن عرقلة مسيرتنا نحو التطور والنماء، ونشعر عندها كأن تلك المشاعر الصادقة بركان من الحب يكاد ينفجر ليغرق كل ربوع الوطن بمزيج من السلم والبراءة ما حيَّا في طريقه كل ذرة عنف أو نفاق يمكن أن يلقيها كل خائن لربه ووطنه.
نعمل جاهدين لنتخلص من أعباء اجتماعية وثقافية كبيرة خلفتها عادات وتقاليد كثيرة بقيت زمناً طويلاً دون أن يحاول الناس تعديلها أو إلغائها وإحلال المنطق والمعقول محلها.
منها ما يخص طبيعتنا ومنها ما يعكس ثقافتنا ومنها ما يظهر قدر الجهل الذي يغطي عقولنا ويحجب عنا لون الحقيقة وشكلها ومنها ما يبقى مثل ندبة قبيحة لا يمكن إخفاءها، وعلى هذا وذاك نبقى بين واقع يمدنا ببعض الأمل، وطموح يصعب علينا الإمساك بأدواته كاملة، ونية في الوصول إلى الهدف رغم كل العوائق التي تقف في طريقنا..
ننتهي إلى أخذ صورة جماعية قد تظهر وحدة الظاهر لكنها تفشل في إظهار وحدة الباطن التي لا يدركها إلا نحن.
نحن الذين اتحدنا رغم اختلاف توجهاتنا ورؤانا وانتماءاتنا إلا أننا نؤمن بوحدة الروح ووحدة الوطن اليمني.
ألطاف الأهدل
ورشة حُب...! 1541