الحاج- مهدي يسكن في عزلة الأخلود بمحافظة تعز- قرر الخروج من وطنه مؤخراً بطريقة غير مشروعة والغضب يرتسم على وجهه المجعّد بالمشيب بعدما غلبته مصائب هذا الوطن وعندما خرج من قعر داره كانت عيناه تذرفان بالدموع التي مزقّت كبده وكبد أسرته الفقيرة فأطلق كلماته بصعوبة بالغة بقوله ( يا رب عليك العَوض ) ..
غادر من وطنه الذي يعاني فيه أبناءه من أوضاع اقتصادية صعبة تتمثل في ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة نسبة البطالة وغيرها فيما الرئيس هادي ما يزال يضع كفّيه على فخذيه ينظر بحدقات عينيه بعمق نحو المستقبل المنشود والتغييرات الجذرية أصبح المواطن ينتظرها بفارغ صبره بالوطن المغلوب على أمره في الزمن المليء بالعجائب !!
إننا يا سيادة الرئيس ما نزال نتحمل الكثير والكثير من الأتعاب والأثقال لأننا نرى بأن وطننا يمر بظروف استثنائية صعبة على كل المستويات وخصوصاً الاقتصادية وتحمّلنا العصف السياسي الملتهب من بين ركام الأحداث في الشمال والجنوب وقد تحمّلنا أيضاً فُقدان الأمن فأرتفع صوت الجريمة يعلو وتمددت العنصرية لإفراز السموم فيما بيننا لكننا بحاجة إلى أن نصافح الأمان والاستقرار بناءً على ما ورد في نتائج مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
إن العلاقة بين المواطن ووطنه علاقة حميمة تجد جذورها في الوجدان والعاطفة كلاهما بحاجة إلى الآخر فالمواطن بحاجة إلى وطن يصون كرامته والوطن بحاجة إلى مواطنين يدافعون عنه ويحمونه ممن يريدون به سوءاً وبالتالي فإن الاستقرار الإيجابي يعتبر هو الاستقرار المبني على شعور عميق بالرضا والأمن والعدالة وتكافؤ الفرص والاستقرار وأدنى مستوى للاستقرار هو استقرار المواطن بحد ذاته..
من هنا خرج الحاج- مهدي من وطنه مترقباً خروج الرئيس هادي عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بكل قوة وحزم لإزالة الأحجار التي تتعثر بها عجلة التغيير وإلا سوف يظل هكذا يمسك بيده اليمنى على قلبه حتى يحين موعد خروج المهدي المنتظر قبل قيام الساعة أو أنه سيظل صابراً يتحمل العناء والمشقة في الخارج حتى يأتي موعد الأجل!.
خليف بجاش الخليدي
هادي وخروج المهدي! 1583