وكعادتنا للأسف تمر علينا الدعايات المضللة دون أن نمعن النظر فيها، ونستكشف جوانبها، وكقاعدة: لا ينبغي أن نصدق أنواع الدعايات قبل أن نفهم جيداً محتواها ومن المعيب أن يقف سياسيو اليمن بكافة ألوانهم لمجرد التقاط صورة تذكارية في ضل الأوضاع التي تعيشها البلاد فوق كل شبر من هذه الأرض المظلوم أهلها من شرقها إلى غربها وشمالها إلى جنوبها بسياسييها الذين لم تتجاوز المصلحة الشعبية تراقيهم بل وحد التفكير وهو ما جعل الشواهد مليئة في هذا القطر العربي المكلوم فهل يجوز بحق أن تستخدم أداة أعمدة الكهرباء وأنابيب النفط لمجرد ضغط سياسي لمطلب معين يفرضه شيخ قبلي أو سيد متحكم أو فلان انتقاماً وغير ذلك؟.
ولماذا وصل الحال أساساً لمثل هذه السياسات التي جرعت المجرع وضربت المضروب وهضمت المهضوم بل وبعد كل ذلك قتلته ببرودتها وتقدمها للخلف وبعيداً عن كل ذلك لماذا التناحر والتنافر ومحاولة إيجاد الفرقة والخلاف عبر الإعلام المضلل؟ من الرسمي إلى الخاص إلى جميع المفاصل حتى في الطرقات التي قال عنها النبي صلى الله عليه" اعطوا الطريق حقه" فأين حق الطريق من دعايات الترويج المعادي لبعض الأطراف بشعارات ومكبرات أصوات وإذاعات وصحف بل وغمزات وهمزات بين بعض المنتمين لأي طرف ولم يحدث ذلك إلا سقاية من ساسة ذلك الطرف فلماذا كل هذه التعليمات بدلاَ من إيجاد روح المحبة والإخاء ومحاربة الكراهية؟.
ومحاولة إيجاد الشقاق بأدوات تفننت بالنفاق منذ نعومة أضافرها والتي اقتلعت بعد إحساسها بالنعومة فالنعومة بالنسبة لها عدواً كعداوتها للمحبة والألفة والإخاء وليس ذلك فحسب- أعني مكان أضفارها- بل جميع جسدها فنجد البعض يتقن العداء لطرف مجرد أن ذلك الطرف انتماؤه كذا وكذا فحينما توجد قضية على ذلك الطرف يولولون ويصرخون بأعلى أصواتهم مستنكرين ومؤسسين للعداء لمجرد زلة أو رأي أو قضية ومنها مثلاً قضية إلصاق تهمة الإرهاب بشركاء سياسيين حتى الأمس بل وليس في اليمن ولكن في دول الجوار فنجد البعض هنا في اليمن يتحدث بصوت شجي وخجول الإخوان المسلمون في اليمن إرهابيون أصوليون متطرفون طيب إن كانوا كذلك فإنهم معروفون لديكم وقبل ذلك للمخابرات الأمريكية اقتلوهم؛ لأن قوانين ودساتير وتشريعات العالم تقول بمحاربة ومكافحة الإرهاب أم أن هناك إرهاب سلمي وإرهاب قتالي؟.
السؤال لماذا نتقن الكذب أكثر من أن نتقن ترسيخ ثوابت الألفة بين كافة الأطراف بدلاً من استخدام مصطلحات دول الجوار لمحاولة النيل من هذا الطرف أو ذاك أليس من العقل والحصافة أن يتطهر الجميع من دنس الكراهية والعداء للأخر بعد انتهاء مؤتمر الحوار أم كيف يحلوا لكم المشهد أن تلتقوا تحت سقف واحد بل وتلتقطون صوراً جماعية ويلعن بعضكم بعضاً عبر التلفاز أو الجريدة أو تغريده عبر برنامج التواصل أين أخلاقكم التي تريدون أقلمة المواطن اليمني عليها
ولذلك فأقول- لكل سياسي أو صحفي أو غيره- اتق الله في شعب يئن ليل نهار في انتظار الفرج فلا تكدروا عليه أمله المعقود بروابط الكراهية والأنانية التي تزرعونها المواطن الضعيف المسكين الذي لا يجد لقمة العيش يقول لكم يكفي أنه بحاجة إلى لقمة خبز ليشبع أطفاله ويضل صائماً.
كفي أيها السيد الحوثي قتلاً وقتالاً وتشريد ونزوح وآهات وأنات أولئك المستضعفين قوموا بهذا العمل لله وكونوا بحق لا إله إلا الله عقلاء فشعب كاليمن والله مليء بكثير مما يحصل في دول الجوار ولذلك ارقبوا منازل المسلمين ليلاً ونهاراً شاهدوهم ليلاً ونهاراً في الطرقات اسألوهم لماذا يتهربون عن أهاليهم؟ أليس السبب رغيف الخبز أو عدم القدرة على إيجاد القوت اليومي!.
وإن كثير من الناس يشكون مرارة التقطعات والإنطفاءات المتكررة للكهرباء والحرب التي تتسع نطاقها وتنتقل من منطقة لأخرى لتكوي الجميع بنيرانها الحارقة ولا يمكن أن تزول مرحلة كهذه تعدت الموبقات إلا بتضافر كافة القوى الوطنية وردع الضال بكافة الوسائل والإجماع عليه وحشره في زاوية منفصلة والسعي لإيجاد مخرج لكدح الكادحين وتيسر سبل استرزاق المعسرين, وقبل ذلك كله إيجاد الأمان للخائفين فأنتم ساسة لشعب عظيم يريد أن يرى النور على أيديكم فلا تواصلوا السير في الغسق الذي تسيرون فيه. والسلام
عمر أحمد عبدالله
إلى السياسيين في اليمن..كفى عبثاً..! 1301