كثير من الحمقى يشنون حملة على العلماء والدعاة والحركات الاسلامية عموما بانهم يريدون العودة بالعرب الى العصور الوسطى فأوهموا أنفسهم والمخاطبين أن العصور الوسطى مسبّة في حق العرب والمسلمين مع أننا لو نظرنا إلى حالنا كمسلمين في القرون الوسطى؛ لوجدنا أننا كنا سادة سدنا الدنيا ،وقادة قُدنا العالم، علمياً ،وسياسياً، وصحيا ،وصناعيا.
ففي القرون الوسطى أنشأ هارون الرشيد أول جامعة في التأريخ هي جامعة الحكمة في بغداد عام 840م ثم تلتها جامعة القرويين في فاس المغربية ثم جامعة الأزهر في حين أن أول جامعة أنشئت في الغرب كانت في عام1009م وكانت تعتمد على تدريس الكتب العربية في شتى العلوم ،الإنسانية وعلوم الفلك والطب والكيمياء والجبر.
و في القرون الوسطى تم بناء أول مستشفى في التأريخ أنشأه عبد الملك بن مروان وكان خاص بعلاج الجذام في حين كان يعتقد الغرب أن الجذام غضب رباني يوجب أن يحرق من يصاب به وبعد أول مستشفى إسلامي بتسعة قرون أنشأت أوروبا اول مستشفى في باريس
وفي القرون الوسطى كانت دمشق أول مدينة في العالم لصناعة الورق حيث كان وسيلة التعليم الوحيدة في العالم ، وكان العالم الإسلامي يزخر بأكبر المكتبات وكان يصدر الى الغرب قوافل من الكتب العلمية
وفي القرون الوسطى وقف قس إيطاليا في محاضرة يقول: "إنه لمن المؤسف أن نشاهد شبابنا يقلدون شباب المسلمين حتى إنهم يفاخرون أمام عشيقاتهم بأن يقول أحدهم لها باللغة العربي "أحبك" في حين نحن اليوم نرى شبابنا يقلدون أخلاقيات وسلوك الغرب في شتى صورها وفي القرون الوسطى كانت السفن العثمانية إذا مرت من أمام شواطئ الدولة البيزنطية تتوقف الكنائس عن دق أجراسها حتى لا تستفز المسلمين وفي القرون الوسطى استنجد كسرى ملك الفرس بملك الصين ضد جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد؛ فرد عليه ملك الصين: "لا قبل لي بهؤلاء الذين إذا أرادوا أن يخلعوا الجبال خلعوها" وفي القرون الوسطى استنجدت امرأة في عمورية وقالت: وامعتصماه!
فقال المعتصم :لبيك يا أختاه وفتح عمورية ثأرا لتلك المرأة
وفي العصور الوسطى كان هارون الرشيد يقف على قصره ويخاطب السحاب قائلا :"امطري حيث شئتِ فإن خراجك سيأتيني" فكان يحكمها دولة واحدة من الصين شرقا الى فرنسا شرقا تحت علم واحد واليوم نحن 75 دولة غُثائية غطت أعلامنا شمس سمائنا يصارع بعضنا بعضا ويتآمر بعضنا على بعض، مقدساتنا مغتصبة ودماؤنا سيالة ،وجيوشنا غثائية جرارة وفي العصور الوسطى حدث خلاف بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبين معاوية فبعث ملك الروم هرقل برسالة لمعاوية يقول: " لقد علمنا بخلافك مع علي وأنت أولى بالخلافة منه وإن شئت أرسلت لك بجيش يأتون برأس علي إليك" فرد عليه معاوية: "أخوان تشاجرا فما حشرك في ذلك وإن لم تكف عن التدخل لآتينك بجيش أوله عندك وأخره عندي وأحضر رأسك بين يدي علي " ونحن اليوم كل زعيم أو حزب يستنصر بالكفار على إخوانه المسلمين والذكي من يسبق أولا.
إذا العصور الوسطى مفخرة لكل مسلم ولم تنتهي هذه المفخرة الا بعد ان تم التآمر على الخلافة العثمانية والتي كانت رأس الأمة امتد الى قلب فينا-عاصمة اليونان- في أوروبا
وكانت العصور الوسطى ظلاما في أوروبا وتخلف ولذلك تلاميذ الغرب عرفوا ظلام العصور الوسطى ﻷسيادهم ولم يعرفوا شروق العصور الوسطى ﻷجدادهم.
ومن هنا فالحل الوحيد هو العودة إلى الدافعية لهذه الحضارة التي شيدناها وهو الإيمان لنعيد مجداً أضعناه بأيدينا
محمد بن ناصر الحزمي
الحل..بالعودة للعصور الوسطى 1404