;
عمر أحمد عبدالله
عمر أحمد عبدالله

انتخبناك لتحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى! 1331

2014-04-19 14:45:14


خاطب الله نبينا داؤود بقوله» يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى« فكان هذا الخطاب بمثابة الرسالة التي يودعها الله في جوف الحاكم ليسير بها بين الناس وتعني أمراً إلهياً له ولسائر الحكام, أي يا داود إنا استخلفناك في الأرض وملَّكناك فيها، فاحكم بين الناس بالعدل والإنصاف، ولا تتبع الهوى في الأحكام، فيُضلك ذلك عن دين الله وشرعه، إن الذين يَضِلُّون عن سبيل الله لهم عذاب أليم في النار؛ بغفلتهم عن يوم الجزاء والحساب.

 وفي هذا.. توصية لولاة الأمر جميعهم بمن فيهم صاحب الستين أن يحكموا بالحق المنزل من الله، تبارك وتعالى، ولا يعدلوا عنه، فيضلوا عن سبيله لا أن تتبين للشعب وجوههم المختلفة والتي تردع الإرهاب في أبين والحراك في الجنوب بينما تترك الإرهاب الآخر يعبث بالشمال بغية الوصول لهدف دنيء مقتضاه القضاء على خصوم النظام السابق كما ينشق الغبار وينزاح الستار عن تلك السياسات التي لطالما كانت سترتها مسدوله بالحَوار بفتح الحاء حتى بدأت تتكشف بعض الخيوط التي ربما تنسف اليمن, وأقول: اليمن الذي لا يشبه مصر تماماً, والجميع يدرك ذلك جيداً.

                                              ****

 قول الله" يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب" هذه وصية من الله - عز وجل - لولاة الأمور أن يحكموا بين الناس بالحق المنزل من عنده تبارك وتعالى ولا يعدلوا عنه فيضلوا عن سبيله وقد توعد الله تعالى من ضل عن سبيله وتناسى يوم الحساب، بالوعيد الأكيد والعذاب الشديد حينما يتنمر .. في موضع المنقذ ثم يكون إنقاذه ليس لما يتخيله الشعب بكل فئاته بل لما يتخيله أطراف وجهات صاغت للرئيس هادي أن يكون في موقعه اليوم فكان بذلك منقذاً وناصراً لأطراف ويشهد على ذلك ما يحصل حتى اليوم في مناطق عديدة منها, عمران وكذلك خذلانه الصارخ لأبناء قرية دماج وتغاضيه عن التوسع الحوثي بغية الالتفاف على طرف سياسي بعينه بل وتكتيفه ليكون مجرداً من أبسط مقومات الدفاع عن نفسه كما تمارس اليوم ضغوط كبيرة على اللواء/ محسن, مقابل أن يخلع ملابسه ليتم جلده ولكن من بحكمة وحنكة اللواء- محسن؟ .. لا أرى أحد!.

                                              ****

ولذلك يعتقد الرئيس هادي أن سياسة ضرب الأطراف ببعضها ستكون إحدى المسامير التي ستثبت كرسي حكمه وسعياً في إعادته لأصحابه السابقون بينما لا يدرك الرئيس هادي أن قوةً صاعده سوف تلتهم الجميع بمجرد أن تجهز على معارضي سلطة ما قبل ثورة التغيير لأن الثور الأسود سيؤكل ليس بمجرد أن يؤكل الثور الأبيض, بل حينما يكون الأسود أحد العملاء للقضاء على الثور الأبيض وسيكون الرئيس هادي أحد ضحايا تلك الأنياب التي تتوسع بشكل يومي بإيعاز وتعاليم وإنارة للطريق يتفنن في أضواءها معتوهون من النظام السابق لا يدركون حقيقة الصراع ليس في اليمن بل المنطقة التي تبدوا مع ميعاد لولادة كيانات مسلحة تنهش لحومها وتسعى لفرض إرادتها وتشويه دينها وعقيدتها, فتكون كحزب الله في لبنان أو المليشيات التي تعيث فساداً وإفساداً اليوم في العراق وسوريا ..

                                              ****

إن الحق الذي نريد من فخامة الرئيس إتباعه هو عدم الارتهان لأطراف بغية القضاء على أطراف أخرى ولا يكون كذلك اتباع الهوى بالانقياد والرضوخ للفسدة والمتنفذين الذين يريدون إعادة سلطتهم دون النظر إلى عواقب مألات الأمور ولذلك يتمترسون خلف أسوار إقالة الحكومة مع إقرارنا بوجود التقصير ولكن الناقمون على الحكومة ليس لأسباب التقصير بل لأهداف يريدون تحقيقها عبر ضجة إعلامية تستهدف الحكومة ما يجعل الوصول لتلك الأهداف مسنوداً بمجاميع من الشعب الذي تم التضليل عليه بفساد الحكومة ومن هنا تكون مسؤولية رئيس الجمهورية في احتواء أزمة الحكومة والسير بالبلد نحو أفق تتنفس شرايينه وأوردته بالحرية والإسناد الشعبي ..

                                              ****

ليس من صالح البلاد أن تتدحرج نحو ظلام الأفق وشوك على الأرض, وإن اليمن الذي تجنب محنة عظيمة في 2011م يجب أيضاً أن يتجنبها اليوم ويكون ذلك بالإبقاء على القادة الوطنيين في مناصبهم بل وترقيتهم وإخراج الفاسدين من كافة المرافق وخصوصاً العسكرية, وإن محاولة إسناد الجيش لطرف يوالي النظام السابق إلى حد ما يكون خيانة عظمى لله وللوطن ولما يزيد عن 25مليون نسمة بل يجب تحييد الجيش كلياً عن الولاءات الضيقة التي يسعى كثيرون للتمترس خلفها بيافطات ظاهرها الرحمة ومن باطنها العذاب .

                                              ****

الشعب اليمني يموت بفعل عوامل الفقر والجوع والمرض, ما يعني حجته الماسة للعمل الدؤوب لإشباعه بدلاً من استيراد الانقلابات والحروب والفتن من خارج الحدود والتي يتم الآن دراستها والعمل على إذكائها ويكون ذلك بإضعاف وسحب القوة الموالية للثورة, ليتم ترويج أن ما يحدث صراع بين الإصلاح والحوثيين, وأن الثورة انتهت, وهو التخطيط الذي يرسمه- علي عبدالله صالح ليعيد سلطته لنجله العميد كما يروج العبيد!. والسلام

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد