حيادية الجيش ووطينته, بحيث تكون مهمته الأساسية هي حماية الوطن, والدفاع عنه..
تحقيق الأمن والاستقرار مطلب شعبي, وهدف من أهم أهداف الثورة الشعبية, سيظل هذا المطلب قائماً عند كل القوى الوطنية, لا يمكن التنازل عنه, ويكفي الحروب العبثية التي خاضها الجيش في السنوات الماضية, ولم يكون أحداً يعرف لماذا تندلع ولماذا تتوقف, لكن عندما تقوم مليشيات مسلحة تمتلك أسلحة ثقيلة بالاعتداء على المواطنين, وفرض هيمنتها على أجزاء من الوطن..
فاعتقد هنا أن جيش الوطن لابد أن يقوم بدوره بالدفاع عن الموطنين وفرض هيبة الدولة, فمن يحمي المواطن إذا لم يحميه الجيش؟ ليس بالضرورة الدخول في حرب وسفك الدماء لكن بالطريقة التي يراها مناسبة، المهم هو إيقاف تمادي هذه المليشيات والحفاظ على دماء المواطنين وصون ممتلكاتهم..
لابد أن يقوم الجيش بنزع السلاح من هذه المليشيات, لم يعد لأحد عذر, كل المبررات والحجج صارت واهية, من لديه قضية عنده مطالب عليه أن يناضل من أجلها بالطرق السلمية, من لا يزال يصر على التمترس خلف السلاح فهو يعلن الحرب على الشعب والوطن.
كل الأسباب المسببات التي دفعت الناس لحمل السلاح في الماضي لم تعد موجودة على قادة الحيش أن يدركوا أن الشعب من خلفهم يؤيد كل خطوة يقومون بها تحقق أمن واستقرار الوطن, وتفرض هيبة الدولة وتنهي غرور وطيش المليشيات المسلحة, هذه هي الحيادية الحقيقة والدور الوطني الذى يجب أن يقوم به الجيش.
ما يحدث ليس خلاف سياسي بين قوى سياسية, إنما اعتداء مسلح تستخدم في أسلحة ثقيلة ومتوسطة ووقوق الجيش منه موقف المتفرج, ليس حيادية إنما تقصير في أداء الواجب الوطني, وتهاون في حماية المواطن, لا بأس أن يتم استخدام وسائل الحوار والتفاوض والمكاشفة مع هذه المليشيات, لكن بشرط أن تؤدي في النهاية إلى هدف واحد هو فرض هيبة الدولة, وتأمين حياة الموطنين, تنفيد مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي توافق عليها اليمنيون بمختلف توجهاتهم وصارت ملزمة للجميع.
الانتخابات الجزائرية
الانتخابات الرئاسية في الجزائر التي جرت في الأسبوع المنصرم أثبتت أن التغيير في الوطن العربي, لا يمكن أن يتم إلا بثورات شعبية, أما تغيير عن طريق الصندوق فهذا لايزال يعيد المنول, ليس من العقل والمنطلق أن يتم انتخاب شخص مريض يتحرك على كرسي متحرك, هل يعقل أن الشعب الجزائري لهذه الدرجة من الخنوع؟, بحيث أنه مصر على التمسك بشخص مريض لا يتحرك إلا بكرسي متحرك, هل لا يوجد شخص في الجزائر كلها يصلح لهذا المنصب غيره ..
لكن كما يبدو لي أن القضية عبارة عن استخفاف بالعقول وضحك على الدقون, وانتخابات شكلية ومسرحية هزلية.
ما فيش أمام الشعب الجزائري إلا أن يفعل كما فعل جاره الشعب التونسي.
تيسير السامعى
حيادية الجيش.. 1199