أبشع صور القهر والاستبداد الإستمراء, والاستطالة في إنهاك جسد الوطن! حتى يشبع من يديرونه ليرموه عظماً لأبنائه! أي قهر أبشع من امتهان كرامة المواطن اليمني ودسها بنعال فاسدين يأكلون السحت.. بقائهم يؤدب ضمير الثورة فينا..
ما أقساه من واقع لم يتغير منه سوى القشور.. قوة الشعب التي أزالت الأصنام الكبيرة تبدو عاجزة بعد استرخاء الحوار الوطني على هز الأصنام الصغيرة, التي مازالت تعبد في ممرات ومؤسسات الدولة.. أرذل ما عرفه التاريخ البشري السياسي في الإدارات الدنيا لمؤسسات الدولة مازالت متواجدة وكأنها تقول "طوفانكم لم يصل أقدامنا"..
الوطن الذي لا يفقه فيه أبنائه حجم القضية ونبل المهمة وجدوى التغيير الجذري يجعل المتهافتين على السلطة في الهرم الرفيع منها "إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق".. تلك هي لعنة السياسة طحالبها تنمو وتصطاد.. الطفل المعجزة في رواية "روبنسون كروزو "للروائي الإنجليزي دانيال ديفو تروي قصة بحار غرقت سفينته فلجأ إلى جزيرة نائية ليعيش مع خادمه" جمعة" فترة من الزمن.. الطفل الذي اعتمد على نفسه وسخر كل الإمكانيات الطبيعية لخدمة ما يهدف إليه.. يواجه أكلة لحوم البشر.. ويصنع المعجزات واحدة تلو الأخرى للعبور إلى الوطن الأخير.. ما قاله الطفل المعجزة بعد رحلة عمرية لأكثر من 28سنة من حياة الكفاح وصناعة المعجزات" تعلمت كم هي نعمة أن نمضي آخر أيامنا بسلام"
مسيرة الثورة لا تنتهي لمجرد أنك وصلت ووقفت لتلقي نظرة على مسار الركب.. كم كان يبدوا لنا السفر جميلاً والثائرون في مهمة استعادة الدولة بعد مهمة إسقاط العائلة.. كان بإمكاننا أن نطوف ببيت الثورة حتى وحولها الأصنام لأنها بعصاها الغليظة ستحطم ما تبقى من أصنام.
أحمد الضحياني
بيت الثورة.. والطفل المعجزة!! 1324