العمالقة حتى وإن غادروا هذه الحياة تبقى مآثرهم ومواقفهم وذكراهم حيّةً وخالدة بين الناس ، " فالذِّكر للإنسان عمر ثاني"
في الخميس الماضي 2014/5/1م أُقيم حفل عرس المهندس حمدان نجل الشهيد البطل العقيد هلال محمد شمسان الذي اُستشهد يوم الجمعة تاريخ 2011/7/29م في أبين ، وكان هذا العرس الذي حضره أعداد غفيرة تعبيراً واضحاً من قبل الحاضرين على الوفاء والحب العميق للشهيد وأبنائه الأعزاء ، وبكل المقاييس كان مظهر هذا العرس يختلف عن كل الأعراس التي تتسم بالمجاملة والنفاق الاجتماعي والحضور للمباهاة وإسقاط الواجب لدقائق والمغادرة، فمن ملاحظتي لوجوه الحاضرين أحسست أن كل واحد منهم كان يشعر أن العريس ابنه أو أخوه ، فرغم الازدحام الشديد إلا أن الأغلبية بقوا في أماكنهم في القاعة في سكون واطمئنان ولم تبدأ المغادرة إلا مع حلول أذان المغرب وهذا مالم نعهده في كل الأعراس الأخرى .
شعرت وأنا أُحدّق في وجوه الحاضرين أن الشهيد العملاق هلال شمسان موجود بيننا يشاركنا الفرحة ويستقبل المهنئين، فمثل الشهيد هلال بمآثره ومواقفه البطولية وشهامته النادرة التي لمسها وأدركها كل من عرفه, فمثل هذا الشهيد البطل لا يموت ، وسيظل ذكره حياً لعقود قادمة ، وكما يقولون: " من خلّف ما مات " فما بالك والشهيد الأسد خلّف أشبالا من ذاك الأسد.
بحق كان عُرساً مميزاً عن سائر الأعراس, فألف مبروك للولد المهندس حمدان وإخوانه وأعمامه وكافة آل شمسان ، وطِبت حياً وميتاً أيها الشهيد الخالد هلال شمسان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عضو مجلس النواب.
محمد مقبل الحميري
العمالقة لا يموتون 1376