إننا نتساءل متى ستعي النخب السياسية والاجتماعية التي تتصارع على بلد يتزايد فيه الفقر وتمتد خارطة العطش، ويتآمر عليها البعض بغباء؟ ومتى ستخرج اليمن من التوافق الملفق المفروض إلى الاتفاق المختار بصدق، وجعل وثيقة مخرجات الحوار مصيراً مشتر كاً لصالح كل اليمن؟
وهذا الأمل سيتم إذا تعاون الجميع على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني كخارطة طريق لإنجاز دستور يستفتي عليه الشعب، وقبول تحدّي الانتخابات البرلمانية النزيهة بقناعة مطلقة، وهذا ما يجب أن يُدركه الجميع وأن الاتفاق على الدستور والانتخابات يأتي ضمن أولويات الجميع.
وهنا نقول إنه مطلوب من مؤسسة الرئاسة اليوم أن تتخذ قرارات حاسمة، حتى تتمكّن من استكمال المرحلة الانتقالية وبناء مؤسساتها، ووضع أسس للتعامل مع الأزمات الكبيرة التي تواجه البلاد المتمثّلة أولا وأولا بالأزمة الأمنية، والأزمة الاقتصادية، ولن تستطيع مؤسسة الرئاسة فعل ذلك ما لم تعيد هيبة الدولة وتحقّق المصالحة الوطنية الكبرى بين كل القوى السابقة واللاحقة، وهذا أمر يحتاج إلي مجموعة داعمة ومحايدة تحمل روح حب التوحد، وعقل فيه قيم الإسلام الكبرى، وعمل نلسن مانديلا الأفريقي، وهذا ما يمكن لمؤسسة الرئاسة أن تنتهج به طريقة جنوب أفريقيا التي خرجت من قلب الصراع العنصري لتصبح في قلب العالم بفضل ذلك القرار الحكيم الذي اتخذه مانديلا الذي جمع بين البيض والسود ليصبحوا يداً واحدة..
إن البلاد تحتاج إلى نبذ الكراهية وترك الانتقام جانباً وإحلال المحبّة والسلام مكانهما.. ومطلوب من الجميع أن يرتفعوا إلى مستوى اللحظة التاريخية، ونبذ التعصُّب.. اللهم وفق اليمنيين ليحملوا روح التعايش والتعاون والتآخي..
والله الموفق.
محمد سيف عبدالله
اليمنيون بحاجة إلى التعاون و التعايش كأساس في النجاح 1116