هذا ما يحدث بالفعل في تعز، فهذه الشكوى أسمعها من زميلاتي في المكتب ومختلف الجلسات والمناسبات العائلية وغير العائلية.
وهذا في حد ذاته قد يجعل الحكومة تراجع حساباتها في قرار الكوتا التي تمنح النساء 30% من المقاعد السياسية والإدارية.
إنه السر الذي كان ينبغي أن لا تفشيه النساء في مثل هذه المرحلة الحرجة من عمر الانتصارات النسائية!.
وإذا أخذنا الأمر على محمل الجد فإنه بالإضافة إلى تلك الخسائر البيولوجية في مخزون الكالسيوم الناتجة عن الحمل والإرضاع والإجهاض والدورة الشهرية والالتهابات الجرثومية المختلفة التي يمكن أن تتسبب في آلام العظام، بالإضافة إلى كل ذلك فإن التضاريس الجغرافية لتعز لابد وأن تترك أثاراً سلبية كثيرة على مفصل (الرُكبة) تحديداً، فكل طرقات تعز وشوارعها تصاعدية التضاريس وبالتالي فأنت في تعز إما في حُكم الـ"طالع" أو الـ"النازل".. لكن من المستحيل أن تكون في حُكم الـ"ماشي"!..
الثقافة الغذائية في تعز أيضاً تلعب دورها في زيادة الوزن بالنسبة للمرأة، فكل وجبة غذائية تحوي ثلاثة أرباعها نشويات، ولو تأملنا ذلك عن قُرب لوجدنا أن وجبة الإفطار تحتوي على الخبز الذي يرش بالسمن والزيت، بالإضافة إلى الشاي بالحليب الذي قد يصل فيه معدل السكر إلى ملعقتين متوسطتين، وأما بالنسبة للغذاء فإن سفرة طعام تعزية بدون وجود الأرز والبطاطا والعيش أو الرغيف سفرة غير معترف بها سواءً من قبل الكبار أو الصغار، وطبعاً لا عشاء بدون أن يكون الـ"روتي" على المائدة..
وطبعاً كل الأصناف سابقة الذكر تنتمي لمجموعة النشويات في الهرم الغذائي وهي تقريباً تشكل قاعدته العريضة لأنها ضرورية لإحداث الطاقة في الجسم، لكن الخطأ أننا نتناولها بطرق خاطئة، فنحن نسرف في طهيها بالزيت أو السمن أو الزبدة ونزيد الطين بله حين نجعل أيداً منها أو سبغها مما يمكن أن يتسبب في زيادة الوزن بشكلٍ مذهل.
وللوراثة أيضاً دورها في ظهور بعض الأمراض الخاصة بالعظام، ومن الصعب تحديد سبب واحد للإصابة بأمراض مفصل الـ"رُكبة". فقد كنت أعتقد شخصياً أن بعض الكيلوجرامات الزائدة هي السبب في ألم الرُكب الذي أعانيه شأني في ذلك شأن نساء المدينة لكن البعض بل الكثير من النحيلات وذات القوام الرشيق يعانين ذات المشكلة، وهل الكثير منهن لسن أمهات مثلي، لكن يبدو أن للتضاريس الجغرافية تدخلاً كبيراً في هذه المشكلة.
نسأل الله العافية لكل نساء تعز ورجالها، وندعوهن إلى الكتمان حتى الوصول إلى الأهداف المرجوة!.. لكن شخصياً لا مانع لدي من الجلوس تحت قبة البرلمان ولو بعكازي الخشبي الأنيق!.
ألطاف الأهدل
الرُكبْ..أزمة نسائية جديدة في تعز! 1087