المسئول الشريف في مجتمعنا يعتبره الكثير منا غبياً وخاصة إذا كانت سيارته قديمة وبيته إيجار وأبناؤه ليسوا كمثل بقية أبناء المسئولين الذين يصيفون في الخارج في كل عام ولكل واحد منهم سيارة جديدة, رغم أنهم إلى ما قبل تعيينهم في مناصبهم كانوا لا يملكون شيئاً، فأصبحوا يملكون الفلل والعقارات والأرصدة في البنوك والسيارات الفارهة، فمثل هؤلاء المسئولين ينظر إليهم نظرة إجلال وتبجيل واحترام بسبب مظاهرهم الفارهة، إذا حضروا مناسبة هش وبش لهم الجميع وقاموا لهم من أماكنهم وكانوا حديث المجالس بالافتخار بهم وبذكائهم وشطارتهم، بينما ينظر للشريف بعين انتقاص له ولمقدرته ويلاك بالالسن من قبل البعض كونه يعيش مثل بقية المواطنين البسطاء، وهذه الثقافة الفاسدة تشكل بيئة خصبة للفساد والفاسدين وتدفع الكثير إلى أن يقتدوا بالفاسد لا أن يقتدوا بالشريف، فمتى ستتغير ثقافة المجتمع! ويكرم الشريف، ويحتقر اللص الذي مطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام ومسكنه حرام وغذي بالحرام؟
- مالم نغير من ثقافتنا ونصحح مفاهيمنا الخاطئة فإن الفساد سيظل ينخر في كل نواحي حياتنا!
محمد مقبل الحميري
ثقافة المجتمع ساعدت على تغلغل الفساد في بيئتنا.. 1479