نعم أصبحت عصافير البطون كلاباً بعد هذه الجولات الصامتة والجرعات السرية على المواد الغذائية.
فلم يعد بمقدورنا الخروج للتسوق والاستمتاع مع أطفالنا بتناول الطعام خارج المنزل بعد أن أصبح المتسولون والباعة المتجولون في الشوارع سمة بارزة وملحوظة في كل زاوية من زوايا المدينة التي يقال عنها أنها مدينة الثقافة والمثقفين.
فيكف لأحدنا أباً كان أم أماً أن يتناول طعامه وألف عين جائعة تغض الطرف عن جوعها بيد ممتدة وقلب كسير؟.. وكيف نعلم أبناءنا العطاء وقد لا نستطيع أن نعطي كل هؤلاء ولو أعطينا قللنا أمام حاجة لا يستطيع إعطاءها إلا الله ثم أصحاب القرار السياسي الذي ينام أبناؤهم على فراش الراحة ويقلب أبناء الرعية على فراش الجوع والتعب..
أوضاع البلاد المعيشية تزداد سوءاً ولا تسمع عن مشاريع استثمار, واستصلاح زراعية وحيوانية تخفف من بطالة الشعب وتسهم في إشباع الجياع منه.
نسمع عن آبار نفطية تكتشف ولا نسمع عن سياسات جادة للاستفادة منها, نسمع عن عباقرة من المهندسين والفنيين والمستشارين اليمنيين ولا نسمع عن الاستفادة من خبراتهم في تحريك المياه الاقتصادية الراكدة داخل الوطن.
نسمع عن صفقات استثمارية أجنبية تتحول إلى استهلاكية ولا تساهم في القضاء على البطالة أو رفع مستوى الدخل أي إجراء تكتيكي من شأنه إيقاف الزيادة المتنامية في حجم الاحتياج المادي مقابل السعار الذي تشهده السوق المحلية والتي يرتفع فيها كل شيء عدا معدل دخل الفرد .
لقد تنامت معدلات الاحتياج وتنامت أمامها طبقة الفقراء وأصبح المشهد كافياً بالنسبة للرأي العام بالخطر المحدق بهذا المجتمع إن لم تعمل الحكومة جاهدة على امتصاص طاقته واستيعاب احتياجاته المزمنة!...
هذا الشعب لازال رهينة لغرائز العقل والجسد، فليس من تلك الشعوب المترفة الغارقة في وحل المال والشهوات.. وإنما هو شعب جائع لحقوقه الأساسية والفطرية.
فالتعليم والارتقاء والتطور,, غريزة فكرية لم تتحقق لدى أفراده،.. والزواج والاستقرار والقدرة على تحمل المسؤولية واستبعاد اللجوء لخيار ( البلطجة) أيضاً غريزة جسدية وعاطفية. إذاً فهذا الشعب جائع لحقوق أساسية ضرورية وليست ثانوية أو من تلك التي يمكن تأجيلها.
وكما يقول المثل الشعبي الدارج ( ما يصيح الطير إلا من حنش)، لهذا كانت ثورة، ولهذا كان شهداء، ولهذا كانت صدور عارية.. ولهذا أيضاً كان حوار ونرجو أن يوجد بعد كل هذا ذلك الفكر السياسي الذي يؤمن بحق المواطن والوطن.
ألطاف الأهدل
عصافير البطون أصبحت كلاباً 1253