يبحث المختصون بحماية الطفولة خلال السنوات الأخيرة عن آلية جديدة يمكن من خلالها إعادة تأهيل ودمج الأطفال في مجتمعاتهم المحلية بشكل مباشر دون الحاجة إلى إلحاقهم بالدور أو محاكم الأحداث أو أقسام الشرطة أو أي جهات أخرى يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على سلوكياتهم أو تاريخهم الأخلاقي.
ومن بين تلك الإجراءات الإحتجازية التي تطرحها آلية التأهيل الجديدة هي البحث عن البديل الأسري لحالات الأطفال الذين لا يوجد لهم أسرة دائمة أو مؤقتة, فاللقطاء مثلاً والذين لا يتجاوز أعمارهم اليوم الواحد بحاجة إلى أسرة دائمة ينشأ خلالها الطفل ويترعرع تحت رعاية والديه متكاملة..
أما الأطفال الذين انفصلوا عن أسرهم بسبب موت كلا الأبوين في حالة طوارئ أو حوادث مثلاً فهم بحاجة إلى إيواء مؤقت حتى يتم إيجاد أقرباء لهم يمكن أن يقدموا لهم الرعاية الكاملة وهذا كله لا يتم إلا وفق خطط مدروسة وتحت إشراف مختصين اجتماعيين يملكون مهارات خاصة في دراسة الحالات وتوجيهها وإدارتها من وفق منهجية خاصة ومتقدمة, ومثل هؤلاء الأطفال أيضاً أولئك الذين يفضلون الطريق إلى ذويهم لأي سبب والضياع قد يأتي بأي نتيجة لهروب قصري نتيجة لمعاملة سيئة أو ممارسات خارجة عن حدود اللياقة تشكل انتهاكاً لإنسانية الطفل, وقد يعيش الطفل الذي يتعرض لهذه الممارسات في قوقعة كبيرة لا يراها المحيطون به سواءً كانوا داخل الأسرة أو خارجها أو داخل الدور التي تحاول أن تكون الوسيط بين الطفل والأسرة, وكذلك الوسط الذي يعبر الطفل من خلاله عن احتياجاته بطريقة واضحة وطبيعية..
وكنت قد تساءلت في كثير من مقالاتي قبل اليوم حلول هذه الدور وهل هي الحل الأمثل لاحتواء الأطفال المشردين أو الذين يمكن أن يكونون عرضة للتشرد؟!.. وها هي الإجابة تتضح في مثل هذه المبادرات الإنسانية التي تعمل كل أطراف المجتمع من خلالها إعادة المعنى الحقيقي للطفولة ولا بد أن تشكل فكرة توافقية إلا أنها تعمل تحت مظلة حكومية متكاملة وهذا ما سيضمن ديمومتها بإذن الله مستقبلاً..
إن عالم الطفولة في اليمن عالم متقلب وغير متوازن ويشكو من متغيرات كثيرة تعوق تطوره واستقراره, فالطفولة عندنا ليست القضية التي يعمل الجميع لمناصرتها وتأطيرها بالحماية واستخدام القانون والعرف والدين قبل شيء في بقائها خارج إطار النزاعات أياً كان نوعهاً, سواءً كانت سياسية, أو اقتصادية, أو اجتماعية, والمهم أن تبقى منظومة القيم الأخلاقية أثناء تلك النزاعات سليمة من التلف الذي يحدث أثناء مثل هذه الصراعات.. نبحث عن مجتمع آمن لأطفال اليمن, فهل يساعدنا الجميع لتحقيق ذلك؟!.
ألطاف الأهدل
هل يساعدنا الجميع؟! 1316