يعلم الجميع عن (أمراض المهنة) وأيضاً قد يعلم الجميع أهمية تحقيق مبدأ (السلامة المهنية) التي لها الدور الكبير في التخفيف الملموس من أمراض المهنة التي تتسبب في بعض الأحوال في أمراض مزمنة غير قابلة للشفاء وغالباً ما تؤدي بحياة الشخص إلى الموت, والحقيقة أن مؤسساتنا ومنشآتنا المحلية تفتقر إلى تحقيق مبادئ هامة كثيرة ومنها هذا المبدأ الحيوي الذي قد يكون سبباً في تحسين الأداء داخل المنشأة أو المؤسسة بالإضافة إلى تخفيض معدل الإصابات داخلها وبالتالي القضايا والنفقات التي تنشأ نتيجةً لمثل هذه الإصابات, وتلعب إدارة السلامة المهنية في مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل دوراً كبيراً في تحقيق هذا المبدأ عبر النزول الميداني الدوري الذي تقوم به الإدارة لمختلف الجهات ذات الاحتياج العمالي من جهة, وقيامها بالتأكد من سلامة الفحوصات الكلية اللازمة للتأكد من خلوهم من أي أمراض معدية أو إصابات معيقة عن العمل, والهدف من ذلك هو الحفاظ على العلاقة التي تربط رب العمال بالعمال لديه, كما أن هدفاً آخر يقف خلف هذا الإجراء الحيوي وهو الحفاظ على حق العامل كإنسان ولا بد وأن يتمتع بحقوق مهنية وإدارية كاملة وعلى رأسها سلامته المهنية, لكن السؤال:
هل تلتزم كل المنشآت والمؤسسات الحكومية بتحقيق مبدأ السلامة المهنية في داخلها؟! هل يتم تأمين المعدات والأجهزة وصيانتها؟! هل تتوفر في كل منشأة وحدة إسعافيه متكاملة لإجراء الإسعافات اللازمة في حال الإصابة؟!
كل هذه الأسئلة يجب أن تتوفر إجابتها لدى إدارة السلامة المهنية التي ترفد مختلف المنشآت المحلية بالعمالة اللازمة وهي وحدها من يجب أن تكون مسؤولة عن سلامة العمال في تلك المنشآت, خاصةً في ظل الجهل المهني الذي يعيشه أفراد المجتمع وحالة الاستحواذ والتسلط التي يعيشها أرباب العمل مع العمالة المتوفرة لديهم, والملحوظ أن العمالة الأجنبية تحظى بمعاملة خاصة من قبل أرباب العمل, بينما يعاني الكثير من أصحاب الأيدي العاملة في منشآت معروفة جداً ظلماً واضحاً من ناحية التعويضات اللازمة في حال كانت الإصابة معيقة عن العمل مستقبلاً, ولا أدري حقيقة لماذا يحدث هذا الاستخفاف بالأيدي العاملة المحلية, هل هي الرقابة القاصرة أم الضمير الغائب, وسواءً كان هذا أو ذاك فإن السلامة المهنية شرط أساسي يجب أن يتوفر في عقود العمل الخاصة أو الحكومية ضماناً لحق الضعفاء من سطوة أصحاب المال, ومن المؤسف أن يبقى القانون نائباً عن الضمير في وطنٍ الناس فيه مسلمون 100%.
ألطاف الأهدل
السلامة المهنية, الحلقة المفقودة 1394