من ذا يثيرك أيها المارد المكبوت ؟!
من هذا الذي يسعى بحده وحديده لإطلاقكِ أيتها الطاقة المكبلة في الأعماق منذ عقود؟!
هل هي رياح الأقدار الطيبة, الحاملة بذور الخير, أم هي ريح عاتية تذهب بأخر بذور الخير؟!!
دخان غليانك تنفثه الأنوف ضبحا في كل بقعة من أرض الوطن..
لمعان مخيف في الأحداق , يتلألأ ؛ لينبئ بحدث كبير..
إبان الثورة المنصرمة كان الناس منقسمين لفرق شتى.. لم تنفخ روحك في قلوب, وهمم الجميع..
كان الشارع يكتظ بالثوار.. ويكتظ كذلك بالمناهض للثورة, وأيضا بفئة واسعة صامتة متأملة..
اليوم نراك تهز وجدان الجميع, تحرك الجماهير نحو هدف واحد ..الكل يضج بالرفض للوضع الراهن..
إنها ريح, وبراكين غضب أمة خنقت, وأزهق فيها روح الأمل, وتلاشى صبرها الذي يضرب به المثل..
من يريد أن يوقد غضبتك أيها الشعب الحليم, تهيج, وتنطلق كبركان عظيم, يحرق الجميع, ويهدم المعبد على رؤوس الكل ..حتى على بقايا أحلام البسطاء المتهالكة من طول الوقوف في ممرات القدر؛ تنتظر فرجاً يأبى أن يجيء!!..
أيها الساكنون في العلو انزلوا للطرقات, للأسواق, للمقايل, لتجمعات الصعاليك في أزقة الفقر والجوع؛ بل ويمكنكم التعريج على منتديات المثقفين, ومتكئات المترفين لترون بأم أعينكم بأن غليان الغضب قد بلغ الزبا..
وإن كنتم وطنيين حقا سترون طيف الوطن الخائف منكفأ بصمت على ذاته, يلملم أحشائه المشفق عليها من تمزق كبير, وشتات عظيم مرتقب؛ إن هو حدث فسيذهب ببقيته..
أما العقلاء, أو من يفترض بهم أنهم عقلاء الوطن فهم كما نراهم جميعنا, منهمكون في معاركهم الهزلية حول التقاسم المقيت , والغنيمة تتلظى بأسواط الصمت الأخير.
صمت سيلد سخطاً عارماً, يذهب بالجميع لمصير مجهول..
وسيذهب بمن يقامرون بوطنهم لمصيرهم المعلوم؛ الذي يستحقونه!..
نبيلة الوليدي
ريح الصمت قادمة!! 1385