هنا قتل ثلاثة أطفال وشايب في الستين تقريباً من عمره بعد شهرين فقط من الانتهاء من فصل خط الستين الغربي المار بجامعة الإيمان شمال غرب العاصمة الذي كان أعرض خط بصنعاء تم فصله إلى خطين للتخفيف من الازدحام قليلا ليتم تقسيمه إلى ثلث الخط من الخارج للأجرة لأنها متكررة الوقوف، وثلثي الخط من الداخل للسريع المستعجل.. هكذا كان هدف أمانة العاصمة حيث ذلك سيظهر المنظر الحضاري للسائقين والمجتمع كونك في العاصمة.
لكن للأسف العكس تماما ما حدث أن سيارات ومركبات الأجرة المتكررة الوقوف تمشي في السريع إلا اليسير منها تمر بالمكان المخصص لها عن سهو وليس(التزام)، والسريع المستعجل يرى الخط المخصص للأجرة خالٍ من السيارات فيمر بسرعته المتهورة في ذلك الخط الضيق أصلا، ويفاجأ غالبا المخالفون بأطفال ونساء وشباب يخرجون من بيوتهم ومن الحارات المجاورة، منهم من ينجو من الاصطدام ومنهم من يقع في الجرم التي ترتكبه مخالفته وكذلك سرعته غير المعقولة.
ثلاثة أطفال كانوا جميعاً متوجهين إلى محل الألعاب المقابل للمدينة الليبية المجاورة للفرقة الأولى مدرع فأصطدم بهم شاب متهور بسيارته الفارهة، ثم عاود يمسح الدمع من عينيه ندماً لما ارتكب، وقبل يومين فقط توفي شيخ مسن إثر حادث مروري بنفس المكان وبنفس الخطأ التي ارتكبه الأول، إلا أن السيارة لم تكن فارهة.
صحيح أن ما قامت به أمانة العاصمة عمل جميل, لكن السؤال هنا: لماذا لم يتمكن المرور من وضع حد لتلك المخالفات الجسام ؟ولماذا لم يوضع رجل مرور واحد في بداية الخط لمراقبة الطريق والمخالفين لقانون السير ورصد المخالفات من بعيد؟. لكن دون أن يقترب المرور من المخالف، حيث لو اقترب إليه ستحل المشكلة بمجرد أن يتعلق المرور أو "يطلع قُدام" هناك يبدأ الغمز والرمز والتلميح وتحل بخمسمائة ريال, لكن لن تحل حينها المشكلة نهائيا إنما هنا حلت مشكلة "حق القات" فقط .
بينما يتساءل العم خالد والد انس احد المتوفين من الأطفال بقوله: أليس من حق المواطن العيش بأمان في بيته وحارته ومحلة دون تهديد من المتهورين؟ أم أن على من نجا من ألغام وقتل النافذين أو العصابات والإرهاب عليه أن يموت بغيرها, بمعنى يجب أن تموت بأي طريقة؟ أم أن المرور تعود فقط على نقل وأرشفة وتجميع أعداد الحوادث فقط ليلقيها على الناس؟, مضيفا "ألم يتساءل المرور يوماً لماذا لم نضع حداً لهذه الإحصائيات المهولة من وفيات حوادث المرور أو حتى ترجمتها ودراسة أسبابها ومحاولة وضع حلول لها.
هذا فقط في العاصمة؛ مخالفات كبيرة كيف في باقي المحافظات وهذا فقط في مخالفات المشي بالطريق غير المخصص لها كيف المخالفات الأخرى وما هي معاناة المواطن منها؟.
بعد تغيير وزير الداخلية مرتين خلال مرحلة الوفاق رغم الادعاء بالكفاءة لم نرَ أي جديد في عمل المرور بل بالعكس كما يرى البعض، اليوم بوجود "الترب" وزير الداخلية الحالي الكفء، يجب أن يحصل المجتمع على حلول لمشاكل المرور مثل هذه المشكلة في أقرب أوقات ممكنة لأن الأرواح كل يوم تنتشلها بهوادة تلك المركبات وسائقوها الذين لم يجدوا يوماً رادعاً لمخالفاتهم .
محمد حفيظ
عندما يقودك الإصلاح إلى الكارثة 1451