;
علي ناجي الرعوي
علي ناجي الرعوي

هل يبقى اليمن وطناً موحداً؟! 1714

2014-05-23 14:34:10


تمر على اليمن الذكرى الرابعة والعشرين لإعادة وحدته واندماج شماله وجنوبه في دولة واحدة وهي خطوة اعتبرت حينها من إنجازات الإرادة الوطنية في هذا البلد الذى عانى كثيراً من ضراوة وتوحش الفرقة والتمزق والحروب والصراعات الشطرية والأيديولوجية وحُمّى الاستقطابات بين المعسكرين الدوليين إبان الحرب الباردة .. ومع ذلك فان من المفارقات غير المسرة أن تحل ذكرى ذلك الحدث الاستثنائي والفريد على اليمنيين وبلدهم يموج في بحر من المشكلات والاضطرابات والتوترات والمظاهر المقلقة التي تتهدد وحدته وتماسك نسيجه الاجتماعي واستقراره الداخلي ليس فقط بفعل انقلاب البعض من أبنائه على المشروع الوحدوي ومطالبتهم بإعادة تقسيم اليمن وانفصال شماله عن جنوبه ولكن نتيجة للعديد من المعضلات السياسية والاقتصادية والأمنية التي أضحت تقف حائط صد وممانعة في مواجهة أي محاولة للانتقال به إلى مرحلة البناء والاستقرار.

والسؤال الذي يطرح اليوم بعد أن تراجع الحماس للوحدة في برامج وأفكار وطروحات العديد من السياسيين: لماذا أصبح مشروع الوحدة غير جاذب, في حين انه الذي كان معبراً عن تطلعات جميع اليمنيين دون استثناء وأين يكمن الخلل في المفهوم الوحدوي ووحدة البناء الاجتماعي في هذا البلد أم في سوء إدارته؟..

مثل هذه التساؤلات تكشف عن كم هي المسافة شاسعة بين 22 مايو 1990م و22 مايو 2014 ليس من حيث البعد الزمني وإنما من حيث اختلاف الظروف والفارق الكبير بين مفهوم الوحدة بالأمس ومفهومها اليوم بعد أن وجد المنقلبون على الوحدة في بعض الممارسات الخاطئة المبرر لرفع عقيرتهم بمطالب يرونها مشروعة, فيما يراها الآخرون بأنها ليست كذلك قياساً بالتجربة السودانية - التي تؤكد الآن وبكل وضوح أن ما حدث من فصل لجنوب السودان عن شماله كان خطأ استراتيجياً فادحاً سيظل يشكو منه السودان وجنوبه تحديداً لعشرات السنوات إن لم يكن مئات السنين.

لقد قدم اليمنيون قبل 24 عاماً بمنطق الوحدة مثالاً حياً على انه ومتى ما وجدت النوايا الحسنة فلا شيء يمكن أن يحول دون الوصول إلى غاية التوحد خصوصاً وهم من صنعوا ذلك الحدث التاريخي في لحظة فارقة كانت تقف فيها المنطقة على صفيح ساخن, فالرئيس العراقي صدام حسين يغزو الكويت في تصرف عبثي ومجنون قاد إلى حرب الخليج الثانية إلا أن تلك الوحدة لم يدم ربيعها سوى عدة أشهر لتدخل البلاد في دوامة من العنف والصراع أفضت إلى مواجهات دامية وحرب أهلية صيف 1994م والسبب هنا لا يعود إلى فكرة الوحدة النبيلة ولكن إلى الطريقة التي جرى التعاطي بها مع هذه الوحدة, فمن ركبوا قطارها صعدوا لذلك القطار فيما هم الذين لم يكونوا على هدف أو مرجعية واحدة لذلك وبدلاً من أن ينشغلوا بتحسين الأوضاع المعيشية لمواطنيهم وتخفيف وطأة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية وبناء دولة ناهضة وعصرية انشغلوا بالصراع على من سيقود ذلك القطار ومن ستكون له الغلبة والهيمنة على مقاعده لتختزل فكرة الوحدة بكل قدسيتها بتقاسم السلطة وتوزيع مغانمها.

وطالما أن اليمنيين قد أقروا من خلال حوارهم الأخير الحفاظ على هذه الوحدة من خلال صيغة جديدة "الفيدرالية" فان الواجب أن يدرك الذين مازالوا يرفعون شعار الانفصال أن الانفصال لن يكون حلاً وأن أي مطالب لأبناء الجنوب هي من تصبح عادلة ومحقة في ظل الوحدة وباطلة ومشبوهة اذا ما ارتبطت بالانفصال خصوصاً وأن ما حصل في الجنوب من أخطاء حدث مثلها في الشمال وهناك إرادة داخلية على تصحيح كل الأخطاء في اطار مشروع وطني شامل يقوم على عدالة المشاركة في السلطة والثروة.

الرياض السعودية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد