خزينة الدولة مهددة بالإفلاس، بينما قواتنا المسلحة تنفذ أكبر عملية عسكرية على تنظيم القاعدة الإرهابي في محافظة أبين، وما جاورها، والعملية بالفعل ستكلف الدولة مبالغ طائلة!.
الحوثيون يسقطون المواقع في عمران، واحداً تلو الآخر، ويشعلون جبهات أخرى على مشارف صنعاء، بينما الدولة لا تحرك ساكناً..
الطيران الأميركي يشن غارات جوية على أرحب تمهيداً لإسقاطها بيد ميليشيات الحوثي المسلحة، بينما تستمر صرخة الحوثيين "الموت لأميركا الموت لإسرائيل"..
تواجد مخيف لتنظيم القاعدة في محافظة إب، وصل حد الظهور العلني لقائد التنظيم؛ إذ قام باحتجاز نائب مدير الأمن السياسي بالمحافظة، ونهب أسلحة مرافقيه، وتهديده بالقتل أمام عائلته، بينما لم تعلق أجهزة الأمن في المحافظة بمفردة واحدة، وهي التي تربط أحد أطرافها علاقة قرابة ـ من الدرجة الأولى ـ بقائد التنظيم!.
حرب شوارع في سيئون، واقتحام للمقار الأمنية، والبنوك، وعدد من مؤسسات الدولة، بينما لا نعلم من هو الطرف الآخر ـ الحقيقي ـ الذي يقوم بهذه العمليات.!!
موكب مكون من خمسة وثلاثين سيارة يدخل مدينة ويسيطر عليها بالكامل، وصور فتوغرافية لجلال بالعيد أبرز قادة تنظيم القاعدة أمام القصر الجمهوري وأمام المتحف وفي الشوارع العامة وبأريحية تامة، بينما تدارى كل الجند حتى القوات الموكلة بحماية تلك المرافق.!
نتساءل ونتساءل، لكن دون إجابات واضحة، حتى باتت الأسئلة عبارة عن غصة في حلق أيامنا الموبوءة بالأسى، لا يكاد يمر علينا يوم واحد إلا وثمة منغص يطل بوجهه القبيح من زاوية من تلك الزوايا التي تترصد خارطة مساراتنا المغلقة.
كثيرة هي النقاط التي تفتش بين الرصاص عن تفسيرات منطقية لما يحدث، غير أن رأس هرم السلطة الذي بيده فك شيفرة هذه الطلاسم لا يعيرنا اهتمامه ولا يمكن له أن يزيح عن كاهلنا هذه الهموم التي باتت شغلنا الشاغل مادمنا خانعين حد الرضى بما أراده لنا.
لست مع من يدعون للمظاهرات التي تسبب الفوضى والتخريب وقطع الشوارع وتعطيل الأعمال ، وإنما مع وقفة جادة من قبل زملاء الحرف للضغط على قيادتنا السياسية كي تفصح عما حصل من أحداث مأساوية، من يقف وراءها، ومن سهل لها، ومن مولها، وما هي أهدافها الحقيقية؟ لا أود أن نرمي الاتهامات جزافاً على فلان ولا على علان؛ إذ أن هناك جهة وحيدة هي المسئولة عن كل شيء في هذا البلد وهي قيادتنا السياسية يجب أن نتفق على أن تكون قبلة لأسئلتنا واستفساراتنا شريطة أن نتخلى عن الإصطفافات الحزبية التي أودت بالوطن أو تكاد، فإن استجابت وعرَّت واقعنا المرير وإلاّ فإنها الغريم الأول للشعب.. الشعب الذي أرهقته سياسات النظام السابق، وقد تقضي عليه سياسات هذا النظام الكسيح!..
منيف الهلالي
ماذا يحدث...؟!! 1521