;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

يقولون ما لا يفعلون 1441

2014-05-27 18:51:48


بعد حادثة مؤسفة تعرضت لها إحدى زميلاتي في العمل أصبحت أكثر قرباً من قناعات سابقة؛ كان يتهمني البعض إزاءها بالتطرف والقسوة, فتلك المسكينة تعرضت للسرقة بطريقة محترفة؛ إذ لم يترك السارق أي آثار يمكن إدراكها بالعين المجردة؛ الأبواب مغلقة بالمفاتيح والخزنة التي كانت تحوي كل مقتنياتها من الذهب والمجوهرات والأوراق النقدية لا تحمل خدشاً واحداً قد يبعث على الشك بأنها قد تعرضت للاعتداء, فلو أن التشريع القاصد بقطع يد السارق تشريع مفعل في بلادنا كمسلمين هل سيستمر مسلسل السرقة الذي لم يعد يتوقف على مبلغ بسيط أو لقمة تسد الرمق, إنما أصبح يتعداه إلى سرقات خفية وعلنية يمكن أن تكون "خميرة معتبرة" لمشروع كبير.

 لا اشك أن هذه الحرفية العالية لا تدعمها نية قذرة أو ذكاء سلبي، إنما للتصوير الدرامي فيها دور كبير على أساس أن من لا مدرسة له فإن الإعلام هو مدرسته.

 نعم فكم من المشاهد التي تتضمنها الأفلام والمسلسلات المدبلجة وغير المدبلجة تقدم مادة حية للشر وفق رؤية سلوكية منحطة تجعل من اللص بطلاً ومن القاتل مناضلاً ومن أصحاب الأخلاق الهابطة دعاة مجتمعيين.

 تحدثنا كثيراً عن تلك الهوة العميقة والبون الشاسع بين ما نقول وما نفعل، والحقيقة أننا قد وصلنا إلى قول الله تعالى" يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما تفعلون. كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" صدق الله العظيم. الصف آية 2،3..

فنحن نتحدث عن الحقوق والحريات والدستور والقانون والدولة اليمنية الجديدة.. نتحدث عن مسميات مستهلكة ومشايع متداولة بامتهان، نفعل ذلك وننسى أن لنا كتاباً تشريعياً شاملاً لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها بأطر إنسانية وأخلاقية راقية ومرنة وحريصة على تحقيق المصلحة العليا للمجتمع ككل. لكننا شططنا وتمادينا في التنظير حتى نسينا ذكر الله فأنسانا اللهُ أنفسنا وشغلنا بسوانا، وإلا ما معنى وصول هذا المجتمع الإسلامي إلى هذه الدرجة من التفكك والسلبية والانقياد خلف رؤى الغرب المستقاة من تشريعات موضوعة وخلفيات دينية محرفة ليس لها أي تفسير سوى أننا زغنا فأزاغ اللهُ قلوبنا.

 تخيلوا معي أيها القراء الكرام لو أن قضاءنا استفاق من غفلته وقام بتنفيذ الأحكام الجزائية علناً في أكبر مساحة للتجمع السكاني في تعز مثلاً- وأقول تعز- لأن الحق إن لم يكن رديف العلم والثقافة والأدب فلا بارك الله فيها ثقافة ولا بارك الله في أدب.. تخيلوا لو أن القضاء قطع يد سارق محترف ثبتت عليه تهمة السرق مراراً وهو قادر على الكسب والعمل، ثم جلد زان ما، وعاقب مغتصباً لطفل أو طفلة بالرمي من علو..

تخيلوا لو أن قضاءنا فعل هذا هل سيبقى من تسول له نفسه بمثل هكذا معاص أو كبائر؟.

"ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب"..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد