عشنا وشفنا سليل الملك سيف بن ذي يزن وإشبين موحد اليمن الملك أسعد الكامل وقد اقتفى أثر جده الملك الحميري الذي أضاع ملك أبيه فأراد استرداده ولو بسيوف الغزاة الفرس الذين استجلبهم معه من بلاد فارس.
فمن أجل استعادة ملك ضائع كان لزاما عليه الاستنجاد بإمبراطورية كسرى التي تفضل ملكها على الملك اليماني بجيش من القتلة واللصوص والسجناء المحكوم عليهم بجنايات مختلفة.
الفارق أن الزعيم ينافح الآن لاسترداد حكم لم يكن يوما جدير به او صاحبه ومالكه . إنه لا يرى في وحدة البلاد غير أسمه وتوقيعه، كما ولا يرى في رئاسة خلفه سوى صورته المجسمة المختفية من نشرات الأخبار ومن صالات وقاعات احتفالات العيد ال24للوحدة.
قناة الزعيم تستنكر وبشدة إقدام الحكومة والرئاسة على محو صورة موحد اليمن المعتادة في القنوات الرسمية وفي كل المناسبات الوطنية .شخصيا كنت أود من القناة وصاحبها لأن تبرز صورة الوحدة في واقع المتوحدين ، فبدلا من احتكارها بصورة الزعيم الموحد كان الأحرى بها تسليط اهتمامها على صورة اليمن واليمنيين في كنف وحدتهم المحتفى بذكراها الأربعة وعشرين فيما صورتها بائسة ومشوهة بات يستلزمها معجزة كيما تبقى البلاد موحدة وكيما يصلح ما افسده الملك الجمهوري الظالم.
نعم ما كان يشكو منه إخواننا الجنوبيين خلال سنوات تالية لحرب 94م بات محل تذمر وشكوى من الزعيم واتباعه الموالين الساخطين. كأني بالتاريخ وهو يحقق العدالة للبيض ورفاقه الذين ظلمهم الرئيس صالح ولحد إقصاؤهم المعنوي والنفسي والوجداني.
فلم يكتف الرئيس الأسبق باستباحته للجنوب أرضا وإنسانا وتاريخا وثقافة ونظام ومؤسسة؛ إذ زاد على هذه الأشياء باستبعاده لصور قادة الجنوب والاكتفاء بصورته المستأثرة لاهم مشهد في ذاكرة اليمنيين والمتمثل بلحظة رفع علم الدولة الموحدة من قبل قيادة الدولتين وفوق سارية الرئاسة بمنطقة الفتح بعدن.
لست هنا في مقام المتشفي من الرئيس صالح الذي طالما انتقدناه أو رجوناه وتوددنا إليه إبان حكمه كي يعيد لحظة رفع العلم الى سابق عهدها، لكنه مع ذلك أبى واستكبر وأرادها صورة واحدة مبتورة مشوهة. اليوم نجد قناة الزعيم تستصرخ وتعيب على المحتفيين بذكرى الوحدة إقصاء موحد البلاد وشطب صورته وذكره وفي حدث وطني طالما استفرد به لوحده طوال السنون الماضية ودونما ذكر أيا من شركائه الموحدين المنفيين في الخارج أو المقصين في الداخل .
محمد علي محسن
الملك الظالم..!! 1434