ليس المقصود بالحرب مع الحوثيين أن يتم استهداف كل ما يمت للحوثية بصلة بل يكون الاستهداف للمليشيا المسلحة التي تستهدف أمن واستقرار اليمن وتزرع الحروب وتغذي النزاعات الطائفية المقيتة على طول البلاد وعرضها فقتلت ودمرت وشردت وهجرت واستباحت وفجرت المساجد والمساكن دون رادع أو وازع ولطالما شكلت الحرب تجربة قاسية على الإنسان في أي مكان تتواجد فيه الحروب منذ العصور الغابرة، وهذا ما جعلها أحد أهم الموضوعات التي يتناولها الأدب عبر ثلاث أطر مختلفة يتمحور أولها حول توثيق المعارك التي تشهدها الحروب؛ أما الشكل الثاني الذي يأخذه أدب الحرب فيقتصر على سرد القصص التي عاشها الجنود المنتمين للجيوش الرسمية وعناصر المليشيات المدفوعة خلال الحرب وبعدها؛ بينما يبحث الشكل الثالث في أسباب الحرب وأهدافها.
ولعل السبب الأبرز لكون الحرب موضوعاً مهماً بالنسبة للأدب وأهله حتى مع الجيوش الرسمية والمليشيات المخترقة يكمن في أثرها الكبير على البشر من الطرفين فتتمثل في كونها نقطة تحول جذرية في حياة كل المشاركين فيها بما أن بالمقدور استيعاب تلك الحروب في القضاء على الهدف بأقل الخسائر الممكنة في وقت أن المليشيا التي يواجهها الجيش اليمني ليست بتلك القوة التي يمكن أن تكون تلك المواجهة التي تتوجب أن تكون ..
لا يعني دخول الجيش اليمني في حرب مع الحوثيين أن يتم استهداف الذين ليسوا ملتحقين بكتائب الحسين وغيرها بل يتم الاستهداف للقتلة والمجرمين الذين يريدون إعاقة البلاد في نشر حروبهم وفتح جبهاتهم المنزوية تحت إطارات طائفيه البلد في غنى عنها في وقت تمر فيه بهشاشة مره تستوجب الحزم والتكاتف بدلا من التناحر وترويج ثقافة الكراهية والمكر والخدائع المنكرة..
تكون الحرب في مثل هذه المواقف منبع سعادة للأرامل واليتامى والمشردين والمهجرين الذين أذاقتهم مليشيا الحوثيين سوء العذاب ولازالوا حتى الآن يعانون تلك المأساة التي ينكرها الكلاب فضلاً عن الإنسان
لم نطالب بحرب ضد الحوثيين لسوء منهجهم وعقيدتهم الاثنا عشريه رغم تبنيهم لها لكن ((ولكل وجهة هو موليها )) وكل هذه المشاكل والمفاهيم يمكن أن تتناثر عبر الإعلام وليس الطيران والدبابة .. بل حينما رفع الحوثيون السلاح في وجه الشعب بكل فئاته ومكوناته بدون استثناء واليوم وجهاً لوجه مع الجيش اليمني كان دافع الخوف من مستقبل ينتظر اليمن وجيشه وامنه واستقراره
بينما ثمة حقيقة مرة علينا التعايش معها، وهي أن يمننا لن يكون خالياً من الحروب في المستقبل المنظور، ولكن هناك تحول ملحوظ بدأ يلوح في الأفق ليدرك الحوثيون أن المرحلة تختلف كثيراً عن السابق في شكلها ومضمونها الأيدلوجي والسياسي والعسكري
إن الحرب مع الحوثيين وطنية وليست حزبية أو طائفية كما يروج البعض لها بل هي في عمق الزوايا الحادة التي تحفظ الأمن والاستقرار لليمن والشعب بكل فئاته وأطيافه..
وفي هذا السياق، يعكس أدب الحرب حقيقة لا يمكن تجاهلها؛ أننا اليوم أمام منعطف خطير يجب أن يتخطاه الجيش اليمني مهما كانت التكاليف مع استهداف المليشيات بعينها فقط والكيانات المسلحة لأن الوطن الذي تكثر فيه المظالم يكون حتماً وطناً يتهدده الانفجار.. والسلام..
عمر أحمد عبدالله
آداب الحرب مع الحوثيين 1139