ربما سيجد هذا الشعب المسكين نفسه مجبراً على البكاء طويلاً على أطلال الماضي القريب بكل عيوبه وهفواته.
لم يطل بنا الزمن كثيراً حتى بدانا نسمع ألواناً شتى من هذا البكاء الذي أصبحنا نسمعه على شكل أغانٍ وأهازيج شعبية راحت تنتشر بسرعة كبيرة وقياسية بين أوساط الناس.. وما أكثر الأمثال والحكم التي اختطها الأولون للتعبير عن هذه الحالة الإنسانية المقيمة في هذه البلاد.. ومنها على سبيل المثال؛ حكاية ذلك الملك الظالم الذي أوصى نجله الأمير وولي عهده بان يسير بجنازته بعد وفاته إلى المقبرة في خط مستقيم واذا ما وجد منزلاً أو كوخاً في طريق الجنازة (السامية) فعليه أن يهدمه دون تردد وعندما سُئل هذا الحاكم الجبار عن سر هذه الوصية الغريبة وغير المسبوقة من بعض حاشيته المقربين همس في آذانهم دون أن يسمعه ولي عهده الأمين.. أريد أن يترحم عليّ شعبي وينسون كل ما ألحقته بهم من ظلم وجور ومنذ اليوم الأول من عهد السلطان الجديد.
وها نحن نسير على نفس الخط والخطيئة؛ إذ لم نكد نتنفس الصعداء اثر الخروج من ماضي المعاناة والأزمات حتى وجدنا انفسنا أمام أنماط متطورة من المآسي والمحن وفي مواجهة الجرع والمزيد من الأعباء والأثقال التي تنؤ بحملها الجبال الراسيات.
حمدي دوبلة
هل آن زمن البكاء؟ 1166