وصلتُ إلى قناعة راسخة بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات من انطلاق الثورات الشعبية؛ أن الزعماء والرؤساء في الوطن العربي ما هم إلا مجرد أدوات فقط وان من يدير ويحكم هي قوة خفية لا نعلمها ودليل ما يحدث اليوم في دول ما يسمي الربيع العربي من فوضى وخراب تفتعلها هذه القوى من اجل إعادة إنتاج ما كان موجوداً سابقاً ولو بأشخاص أخرين تحت شعار؛ إما القبول بالأمر الواقع والرضا بما هو كائن أو الفوضى.. خياران كلاهما مر..
بناء الإنسان:
لايزال لدينا سنوات طويلة من النضال والكفاح حتى نصل إلى الحرية والديمقراطية الحقيقية.. لابد من صراع مرير مع هذا القوى الخفية حتى نتمكن من هزيمتها والتغلب عليها..
هذا لن يكون إلا عندما يتم بناء الإنسان العربي بناءً حقيقياً بحيث يكون حراً لا يتنازل عن قيم الحرية مهما كانت الظروف, هذا ما نأمل تحققه في الأجيال القادمة..
الانتقام من الشعب:
الصراعات الحزبية والمذهبية والمناطقية شر محض لا يخدم إلا أعداء الوطن وأصحاب المصالح الذين لا يريدون له الأمن والاستقرار حتى لا تتأثر مصالحهم وإذا تُرك هذا الشر يستفحل ويتسع, فسوف يجر على البلاد الويلات والمصائب التي سوف يكتوى بنارها الجميع؛ لذلك علينا جميعاً استشعار الخطر والعمل على قطع دابر الفتنة التي يسعى البعض لإشعالها انتقاماً من الشعب.. وعلى الأحزاب السياسية أن تعي جيداً أن العمل الحزبي ليس صراعاً بل تنافساً في تقديم الأفضل للمجتمع "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون "..
من يستطع إقناع الجماهير ويحصل على ثقتها فهو من يتقدم من خلال صندوق الانتخابات.. على الأحزاب أن تعمل لتطهير عناصرها من مسعري الحروب وصانعي الأزمات الذين وجدوا في بعض الأحزاب فرصة لتمرير مخططاتهم الشيطانية..
الكارثة:
الوطن يبقى و الأشخاص زائلون, عندما يتم تقديم مصالح الأشخاص على مصالح الوطن تكون هنا الكارثة التي ليس بعدها كارثة.
الزعماء:
الزعماء الحقيقيون هم من يضعون مصالح الوطن العليا فوق كل اعتبار والزعماء المزيفون هم من يحتكر الوطن في شخوصهم كأنهم هم الوطن, فمن أحبهم أحبَّ الوطن ومن عارضهم خان الوطن..
تيسير السامعى
إعادة إنتاج الماضي 1001