تعلّم الجميع منك الأمانة والاخلاص والصدق والتفاني وحسن الخلق والعمل بجد.. تعلمنا منك في مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام- رغم صغر سنك- كل معاني النبل والحزم والانضباط الوظيفي وانضباط المواعيد.. لم تعرف نفسك الطاهرة إلا الحب للجميع كأخت غالية حريصة على مشاعر كل من عملوا معك ومن عرفته حتى بالتلفون فقط في إطار عملك كسكرتيرة وأخت لا يتسع قلبها لشيء اسمه الحقد أو البغض أو الكره لأحد.. حتى أولئك الذين كانوا يحاولون أن يرهبوك أو يؤذوك باتصالاتهم إلى مكتبك وتلفونات المؤسسة تارة بالتهديد وتارات أخرى بالوعيد والشتم كتعبير عن قذاراتهم تجاه خبر أو مقال أو تحقيق نشر في "أخبار اليوم" أو الشموع.. فكنت تقتلينهم بدماثة أخلاقك وحسن تعاملك..
عزيزتي نهى.. والله إني برحيلك عن هذه الدنيا بعد أن خطفك الموت من بيننا؛ أشعر أني فجعت في أحد أفراد أسرتي, فالمؤسسة- بعد أن اختارك القدير أن تترجلي عن هذه الدنيا الفانية وأنت في زهرة عمرك؛ بعد مقاومتك بكل حمد وشكر للمرض الذي حاول أن يسرق الابتسامة من وجهك الوضاء.. فقدنا أختاَ ومديرة وموظفة ناجحة في كل شيء.. والله إن خبر وفاتك مثّل لي فاجعة لا تستطيع أحبر أقلامي أن تصفها وإن مزجتها بكل دموعي فلن تكفي لتعبر عن فاجعتنا في رحيلك المباغت لكل من عرفك.
"نهى" أيتها الأخت الطاهرة العفيفة.. ها هو صوتك الخلوق على جهاز الرد الآلي لهاتف المؤسسة يرد على كل المتصلين, لكنهم جميعاً لا يعرفون ماذا فقدت أسرتك في المنزل وأسرتك في العمل.. لا يعرفون أن النجاح الإداري في المؤسسة والسكرتارية إدارة التوزيع وووو... الخ, وراؤه فتاة جاءت أسرتها منذ سنين من السودان الشقيق, تحمل معها كل حب لهذا البلد الذي درس وترعرع وتعايش جل أفرادها مع أبناء اليمن كأسرة يمنية تتوجع وتفرح مثل أي أسرة يمنية تجاه ما يعتمل في هذا البلد.
إلى الدكتور العم/ حسن عثمان.. إلى الخالة أم نهى.. إلى إخوتي ناجي.. ندى.. نجلاء.. وجميع أفراد هذه الأسرة الكريمة.. رحيل "نهى" فاجعة لنا جميعا ومصابكم ومصابنا جلل.. لكن إيماننا بأن الموت حق ومصيرنا جميعا يخفف علينا وعليكم وطأة حزن شديد برحيل فتاة طاهرة نقية اسمها "نهى"..
"نهى" أيتها الأخت العزيزة, أخاطب روحك التي تسمعني.. إن نقاءك وعفتك ودماثة أخلاقك وحفاظك على الصلاة وأمانتك وطهارة سريرتك وجميع خصالك الحميدة.. عزاؤنا في أن الباري سيجعلك ترقدين بسلام في قبرك حتى يرث القدير الأرض ومن عليها ويجمعنا معك برحمته في جنات الخلد بإذنه تعالى..
رحمك الله يا غالية وأحسن مثواك وجعل قبرك روضة من رياض الجنة وألهم أهلك الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
إبراهيم مجاهد
نهى..ارقدي بسلام 1868