تحدثنا سابقا عن وجوب معرفة الانتماء العقدي للإنسان والانتماء الديني للإنسان بدلا من التسيب الذي يعيشه البعض وهو ما يجعل الكثيرين عرضة لمشروع التشيع دون إدراك ومعرفة مسبقة بمدى حقيقة ذلك المشروع عبر السلسلة الزمنية المؤكدة لدى المؤرخين الثقاة ما يعني أن الإنسان بحاجة ماسة وضرورية تأكيدية مطلقة للثقافة والفهم والمطالعة والاستفسار من علماء الأمه حول الانتماء العقدي ومواجهة دعوات العبث به عبر ترويج الشبهات الباطلة والتفسيرات الخاطئة فتكون بمثابة إرباك للإنسان حول انتماءه..

 ولهذا قلنا بأن يتم الرجوع إلى العلماء ولعل البعض يخلط بين الانتماء العقدي والانتماء السياسي أو الحزبي بينما هو ليس كذلك, فالانتماء العقدي أو العقائدي هو الانتماء للدين والمنهج وتقريبا لذلك كثرت وجود الطوائف الإسلامية والتي تدعي الإسلام ظاهراً, بينما هي تحاربه خفية ومن المعروف لدى ما يزيد عن مليار ونصف المليار مسلم تحويهم هذه الأرض أن عقيدة أهل السنة والجماعة هي العقيدة الصحيحة التي لا يجوز مطلقا لعلمائها أن يأتوا بشيء جديد لم يأتِ به الله في كتابه أو على رسوله أو أمر به رسول الله أو أصحابه وخلفاؤه الذين لهم الفضل على العالمين كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام" خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" وهو مما يجعل المنهج أو العقيدة صافية نقية طاهرة متصلة بالله والرسول وخير الناس الذين لازموا الرسول وكانوا خير سند له وهو ما يعني أيضاً عدم تدخل أي إنسان أو جماعة أو طائفة في محاولة التغيير أو التزييف بل إنها محفوظة ومصانه لا يعتريها الاجتهاد مهما بلغ مداه, فيعني ان هذا المنهج وهذه العقيدة هي رسالة الإسلام الصحيح والنقي.

 فحينما يتحدث علماء هذه العقيدة لا يمكن أن يكون حديثهم إلا مسنوداً بدليل قطعي من القرآن والحديث عن النبي- صلى الله عليه وسلم- ولا يجوز في هذا المعتقد السني الصحيح ان يتقبل الإنسان كل ما يقوله العلماء بل حينما يكون مسنوداً بدليل فإن كان هذا القائل يملك دليلاً حول ما تحدث به, فعلينا القبول وإن لم يكن لديه دليل, فكلامه مردودٌ عليه ولا يجوز الأخذ به بخلاف بعض المعتقدات الأخرى التي جددت في الدين طقوساً وشعائر لم يمارسها أفضل من تزينت بهم هذه الأرض وكذلك العمل بالاجتهاد العقلي لدى بعض العقائد, فيعني أن ما يوافق العقل يُعمل به وإن كان يخالف الدليل النقلي في القرآن والسنة. والسلام..