معركة عمران يبدو أن الله أرادها تمتد كثيراً "ليميز الله الخبيث من الطيب" تقريباً ثمان معارك خاضها الحوثي لإسقاط عمران, فعجز عن ذلك وخسر من أبناء وطننا الكثير, فقتلى الحوثي الذين يدفع بهم إلى الموت هم أبناء اليمن وقتلى الجيش كذلك.. وسأركز على آخر معركة لأنها هي المعركة التي أرادها الحوثي وأولياؤه أن تكون هي الحاسمة والتي خطط لها بعناية وحشد لها بقوة..

اتصل بي أحد الأخوة الصحفيون في تلك الليلة وهو من المناصرين للجيش وقال الوضع خطير الليلة سيأخذوا المجمع الحكومي حسب المخطط.. فقلت له لن يتم, فالجيش قوي وأهل عمران مستحيل يستسلموا وهو ممن يتابع التهيئة الإعلامية التي سبقت المعركة بإعلان خطاب بداية المعركة لعبد الملك الحوثي الصحف المتحوثة والملوثة أنجزت عناوينها العريضة (الإصلاح خسر عمران- عمران سقطت بيد الحوثي-..الخ) وكذلك مواقعهم الإخبارية لماذا الإصلاح خسر عمران في نظرهم؟ لأن المحافظ إصلاحي فقط وكأن الحوثي يخوض هذه المعارك من صعدة إلى عمران وخسر كل تلك الأرواح من اجل أن يلق القبض على المحافظ الإصلاحي أم من أجل إلقاء القبض على عمران؟؟؟

انظروا إلى أين وصل العمى الحزبي وكيده فهل إذا سقطت صنعاء بيد الحوثي- لا قدر الله- سنقول المؤتمر خسر صنعاء لأن المحافظ مؤتمري؟!.. وبعد معركة حامية الوطيس خاضها أبناء القوات المسلحة وكسرت شوكة المعتدين أصبحت تلك الصحف في صبيحتها كئيبة وحالتها تعيسة, فصارت توزع نسخها على الجمهور ﻻ لتبشرهم بالنصر حسب أمنيتها بل لتبشرهم بأنها صحف الإفك والزور؟!

وليعلم الجميع كم هي كاذبة عندما تجعل الأمنيات حقائق لتزييف وعي الشعب فكانت معركة عمران فضيحة صحفية بامتياز, وكنت متعمداً أعرض تلك العناوين على زملائي من أعضاء مجلس النواب المحبين لتلك الصحف, فكان البعض مستاء والآخر يقول ﻻ تمثلنا ومن كان يحمر وجهه خجولاً، وقائل هؤلاء دواشين ..الخ.

الغريب أن تلك الصحف تتحدث- منذ نشأتها- عن الجيش الوطني الذي يجب أن يقف الشعب معه لأنه يمثل رمز الوطنية, ولكن ذابت هذه الوطنية من ضمائرهم في معركة عمران..

 والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا لو أن القاعدة هي التي تحاصر عمران, والقاعدة هي التي تفجر المنازل والمساجد, والقاعدة هي التي تهدد بإسقاط العاصمة ماذا سيكون موقف هذه الصحف؟!!

والحقيقة الصحف المعنية هي تحدثت حول المخطط الذي وضع وظنوا أنهم على كل شيء قدير فخيب الله ظنهم وأسقطهم ولم تسقط عمران.