يعلم الجميع بأن قطبي الصراع في منطقتنا يتمثل في دور المملكة السعودية والجمهورية الإيرانية كطرفي نقيض- ايدلوجياً وسياسياً وفكرياً وعقائدياً, فكانت الجمهورية الإيرانية بمثابة الوجه الذي يدعم التحالف الشيعي في البلدان العربية وحينما تأسست الجمهورية وتكونت واستطاعت خلال ربع قرن أن تحدث نقلة نوعية في سياستها المنبثقة من موروث قديم, عملت على تجديده وتنقيته ومن ثم تصديره فكانت ومنذ قيام الثورة الإسلامية عاملاً أساسياً في إحياء وتصدير منهج التشيع الفارسي لمواجهة الفكر الوهابي حسب توصيفهم والمنسوب للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب النجدي والذي احدث نقلة نوعية أيضاً في مجال مكافحة البدع والخرافات والشركيات التي كان يمارسها الكثير من أبناء المجتمع ولكنه استطاع أن يحدث تغييراً واسعاً, حيث وجدت دعوته قبولاً واسعاً وكانت دعوته إلى توحيد الله وعدم الشرك به أو التقرب من غيره أو طلب ونداء غيره وفي مقابل ذلك أعني الدور الإيراني كان ولابد أن تكون المملكة العربية السعودية الحاضنة الأساسية لمنهج السنة فكانت كذلك ولكن بخلاف ظاهر وفق ما تمارسه إيران في المنطقة؛ بمعنى أن هذه ليست كتلك؛ فلا هي التي دعمت وغذت لمواجهة الجماعات الطائفية في المنطقة التي أنشأتها إيران ولا حتى بالمال الغزير الذي تملكه للتأسيس وما زاد من الطين بله هو إدراجها مؤخراً لأكبر مكون سني في منطقة الشرق الأوسط في قائمة الإرهاب "الإخوان المسلمين "ما يعني بأنها تعمل ضد نفسها في الوقت الذي ترى فيه إيران مكون الإخوان المسلمين خطراً كبيراً يهدد مستقبلها وأجنحتها الطائفية في البلاد العربية, فحينما تكون إيران داعماً أساسياً للحوثي بقبول المجتمع الدولي بل وبإشرافه يكون الفرق شاسعاً وواسعاً يراه الجميع حينما يشاهدون السفن الإيرانية المحملة بالعتاد العسكري والمالي والخبراء تتوافد عليه فكيف تكون المقارنة حتى مثلا مع الإصلاح فمن أين يأتي دعم الإصلاح هل يضرب الإصلاح بيده الأرض فيتفجر دعما وسلاحا ومع ذلك يتحدث بعض البغاة عن معارك الإصلاح والحوثي دون إدراك بمدى القيمة الحقيقية للمعركة تسليحاً وتنظيماً مادياً واستخباراتياً مع أن الإصلاح إرهابي بالنسبة للجارة النفطية والمالية مع أن العدو والخصم واحد وكذلك من هي الأطراف التي يتلقى الإصلاح دعمه منها كي يقود معركته مع الحوثي المدعوم كلياً فكانت هذه بمثابة التذكير للذين يصيبهم النسيان وجهل حقيقة الصراع والمعركة التي يتزعمها الحوثيون هذه الأيام.
بينما لو حصلت مواجهات مثلا في منطقة ويتواجد فيها الإصلاح مثل همدان أو عمران أو ارحب حينما يأتي إليها الحوثيون المسلحون من خارجها لنتخيل المواجهة ومن المعروف أن الشعب اليمني مسلح ما يعني أن أبناء هذه المنطقة التي وفد إليها الحوثيون بغية القتال وبسط النفوذ, لديهم أسلحتهم الشخصية التي لا تؤدي الغرض المناط بالمواجهة والحرب, فتحدث الحرب فإذا كان أبناء تلك المنطقة لديهم ما يكفي من السلاح لصد العدوان وإلا كانوا ضحية لذلك المشروع الدموي المغذى من إيران صباح مساء, فيسقطون قتلى تمتلئ المواقع بصورهم فتكون مثل هذه الحروب مدعاة شر لليمن بكامله لأن تلك المنطقة التي صمدت أياماً معدودة لأن الذخيرة اكتملت دون وجود مدد, بينما الحوثيون لا ينقطع مددهم سلاحاً ومالاً. والسلام..
عمر أحمد عبدالله
تدعمهم إيران.. فمن يدعمنا؟ 1139