الإرهاب في بلادنا ليس حصرياً على القاعدة بل هناك الكثير من يمارسه ويعتمده كأساس لبقائه في الحياة فهو لدى الكثيرين منهج حياة واصل في الفكر والتفكير, ومن هنا فالبطولات التي سطرتها وتسطرها قوتنا المسلحة والأمن في ابين وشبوه لن تكون أخر المعارك مع ممتهني القتل والتدمير.. فبالإضافة إلى القاعدة فهناك قوى كثيرة تنهج نفس النهج وتعتنق نفس الفكر وارتباطها ببعضها البعض لا يقتصر على الفكر والممارسة بل يعدو إلى الإدارة والتخطيط وما تعدد الأسماء لتلك الجماعات إلا من باب التكتيك وإرباك المشهد, فبالإضافة إلى القاعدة فالحوثي ارهابي يقتل ويدمر بوحشية اكثر بشاعة وفظاعة ويعمل من اجل اختصار الزمان والمسافات من خلال سعيه الدائم والحثيث من اجل السيطرة على المواقع ذات أهمية استراتيجية كبيرة بهدف السيطرة على مدن ومحافظات اكثر بجهد وتكلفة أقل على العكس من درويش القاعدة .

الأمر لا يقتصر على القاعدة والحوثي بل ان قطاع الطرق ومفجري أنابيب النفط وخطوط الكهرباء ومن يمارسون الفساد المالي والإداري في أجهزة الدولة المدنية والعسكرية ومن يعملون على صناعة الأزمات المتكررة في المشتقات النفطية هم وجوه قاعدية إرهابية وان اختلفت المسميات بل ان هذا يؤكد ان كتائب الإرهاب موجودة في صنعاء وكل المحافظات حسب طبيعة المهام المناطة بكل فصيل وبحسب ما تراه الإدارة .

ما يؤكد على وحدة الإدارة لجميع فصائل الإرهاب هو ما نلاحظه عندما تكثف القوات الحكومية ضغطها على القاعدة في الجنوب تقوم جماعة الحوثي بتفجير الوضع في منطقة أخرى وكذا تنشط الخلايا النائمة لمفجري النفط والكهرباء وقطاع الطرق والاغتيالات والاختطافات بوتيرة عالية و متسارعة مع ان تعامل الدولة مع هؤلاء مختلف تماما لما تتعامل به مع القاعدة لكنها تؤدي إلى انحراف البوصلة الرسمية والسياسية من الاتجاه العسكري مع القاعدة إلى الاتجاه السياسي التفاوضي مع هذه الفصائل كنهج دأبت عليه السلطات حيال جرائم هذه الفصائل .

وفي الحقيقة ان انتقائية السلطات وهادي بالتحديد في التعامل مع جماعات الإرهاب مع انها تمارس الإرهاب ذاته وبنفس الآليات والنتائج هو من يشجع كل المجرمين ويدعوهم على التمادي في إرهابهم ضد البلاد والعباد و إلا ما الفرق بين جرائم القاعدة في ابين و شبوة وجرائم الحوثي في عمران وذمار و الرضمة والجوف وصعده وكذلك يا ترى ما هو الفرق بين من يتواطأ مع الإرهاب في الجنوب أو في الشمال من بعض القيادات العسكرية والأمنية لا يمكن أن يأتي عاقل غيور على وطنه ويبرر لطرف من هذه الأطراف أفعالهم في أي مكان من أرض اليمن.

أخيراً أزمة المشتقات النفطية لا تقتصر أسبابها على الوضع المالي والاقتصادي الذي تعانيه السلطات فهناك قوى تعمل من داخل الحكومة وأجهزتها على تفاقم هذه المشكلة من خلال احتكار أصحاب المحطات والكثير من ملاك المحطات لهم صلات بالأجهزة العسكرية والأمنية هذا من جهة ومن جهة أخرى التهريب المنهج للمشتقات النفطية وهذا يعني ان هنالك من يحاول ممارسة نفس السيناريو المصري في عهد مرسي الذي كُشف عنه مع الانقلاب في هذا القطاع.