بين الساسة والبسطاء

الثورة في نظر الساسة شيء و في نظر البسطاء شيء آخر.

 الساسة ينظرون إلى الثورة على أنها مكاسب ترفع أسهمهم في بورصة السياسة وتحقق أهدافهم التي تتلاءم مع أفكارهم ومصالحهم و اذا لم تحقق ذلك فهي ليست ثورة ..أما البسطاء فالثورة عندهم فعل تغيريي يهدف إلى حياة كريمة في ظل دولة قويه يتساوى فيها الشيخ مع الرعوى والقبيلى مع المهمش والسيد مع العبد ليس فيها فساد ولا محسوبية ولا وساطة .. لا يهمم شكل الدولة أكان بسيطاً أو فدرالياً و لا شكل الحكم أكان رئاسياً أو برلمانياً أو مختلطاً.. المهم أن يكون عادلاً نزيهاً يحقق الأمن والاستقرار ويوفر لقمة العيش وقرص الدواء وعلبة الحليب .. والتعليم الجيد..

التعايش

الأمن والاستقرار لا يمكن أن يتحققا إلا اذا سادة ثقافة التعايش, وتحولت إلى واقع معاش يؤمن بها الجميع, والتعايش يعنى العيش المشترك و القبول بالأخر والاعتراف به كيفما كان مهما كانت تصوراته وطريقة تفكيره.

الحوثي

جماعة الحوثي صارت اليوم كالثور الهائج الذي يريد تدمير كل شيء يقف أمامه, لأنهم ينطلقون من عقيدة راسخة قائمة على قاعدة "لستم على شيء " وغايتهم وهدفهم هو رضى السيد لأنهم يعتقدون أن إرضاءه هو إرضاءٌ لله تعالى, لذلك هم يقدمون التضحيات ويقبلون على الموت بكل شجاعة ظناً منهم أنهم بذلك سيدخلون الجنة وهذا يشكل مشكلة اجتماعية يحب علينا الاعتراف فيها, لأنها ناتجة عن تصورات وقيم لا يمكن القضاء عليها إلا من خلال تغيير اجتماعي شامل, يبدأ من خلال تغيير الفكر والقناعات. وتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني هي بداية الطريق لذلك ..

حقيقة الصراع

قناعتي التي وصلت إليها من خلال متابعتي اليومية للأحداث: انه لا يوجد في بلادنا اليمن نظام سابق ولا نظام لاحق, لأنها تعانى منذ وعقود طويلة من غياب النظام لو كان يوجد نظام ما قمت ثورة .. ما يحدث حاليا هو صراع بين البسطاء من أبناء الشعب الذين يتطلعون لدولة ديمقراطية قوية موحدة ومراكز النفوذ وأصحاب المصالح الذين لا يريدون هذه الدولة خوفاً على مصالحهم.. البسطاء هم السواد الأعظم من أبناء الشعب لهم تواجد في كل الأحزاب والمنظمات والجماعات, فهم يعتبرونها وسيلة لتحقيق الغاية التي يسعون جميعا لتحقيقها, إن اختلفت قناعاتهم, أما مراكز النفود وأصحاب المصالح, فهم شلة قليلة العدد لكنها كبيرة التأثير  ينتمون إلى الأحزاب والجماعات, لكن ليس كما ينتمى البسطاء, إنما بشكل آخر لغاية أخرى.