يقال في الأمثال " العبرة بالخواتيم" ويقال في نهاية كل شيء إذا كانت جيدة" ختامها مسك".. ختام أو خاتمة حياة المرء العملية بكل تفريعاتها: سياسية, إدارية, اقتصادية, ثقافية.. دائما ما يحرص المرء السليم النية والطوية على أن يكون ختامها مسكاً..

المشهد السياسي اليوم للوضع في اليمن وللرئيس السابق علي عبدالله صالح, نتمنى أن يكون ختامه مسكاً ولكن هو الآن تقدم نصف خطوة فقط وبقي في المنتصف عالقا بين التقدم في الطريق الصحيح أو العودة إلى مربع الأزمة من جديد, ونتمنى للرئيس السابق أن يكون جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة أو المشكلة ذاتها, حيث أن هناك من يوسوس له ليل نهار على أن يعود إلى المشهد المعقد والذي كان نتاجاً لما فعله طيلة ثلاثة عقود من الزمن مع بعض شركائه.

المتزلفون بجانب الرئيس السابق والذي نتمنى عليه أن يحتفظ بهذا اللقب عن صدق، وأن يكف عن الظهور الإعلامي المكثف والنشاط تحت المسمى ذاته، فلا يوجد رئيس سابق في العالم يقوم بنشاطات كهذه، ولا تحاولوا أن تقنعونا بأن ذلك لأنه رئيس المؤتمر، انظروا رؤساء الأحزاب في أرقى الدول وأكبرها وأغناها هل لديهم ممارسات كهذه وقنوات فضائية وصحف تتناول أخبارهم وتبريكاتهم وتعازيهم؟ المبادرة الخليجية ليست أعلى وأقوى قانونياً من القرار الأممي 2140 والذي خص علي عبدالله صالح بالاسم بأن صفحته السياسية طويت!!.

كثرة الظهور ليس له أي مدلول إلا تأكيد المنافسة والمكايدة وإن كان ذلك عبر القوة الناعمة "الإعلام "، وكذلك إرسال رسالة إلى مؤيديه ومناصريه بأنه لا يزال يتحكم بالمشهد السياسي، ونحن لا نريد له أن لا يمارس نشاطات ولكن ليس بهذه الصورة ومنها برقيات لرؤساء وملوك دول!! فهذه من العجائب لأنه لا يتم ذلك من قبل الرؤساء السابقين أبداً.. فتلك مهمة الرئيس الحالي، وعلى سبيل المثال - لا الحصر- آخر رسالة وبرقية للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور يبارك له احترامه لتأدية الأمانة وإعادتها في وقتها دون تحايل!!. هذه تحمل مدلولات سياسية ووراء الأكمة ما وراءها يا سيد جمال بن عمر: فتِّح عيونك تماماً وأذنيك كذلك.

الرئيس السابق علي عبدالله صالح: نرجو منك الحفاظ على التهدئة والالتزام بوعدك مع الرئيس الحالي المشير عبدربه منصور كما التزمت مع غيرك من رؤساء الأحزاب وحتى الآن لم يحصل سوى التخاذل والتآمر بشتى الأساليب، ناعمة وعنيفة، وكل طرف منكم يرميها على الطرف الآخر، وفي النهاية كلكم تعرقلون الرئيس هادي وتطعنونه من جميع الاتجاهات.. لا تظن أيها الرئيس السابق "صالح" إن الحصانة، والعمل السياسي من جديد يتفقان أبداً، وكذلك لكي تعتبر وتنتبه من الانغماس في الحيل؛ جاء القرار الأممي واضحاً يؤكد ذلك وهي فقرة صريحة في القرار 2140 "طي صفحة علي عبدالله صالح " فافهمها وهي طائرة وأجعل ختامها مسكاً على مسك فعلاً وقولاً وضع نفسك في موقع يأتي لك بالاحترام وتذكر أن" القبيلي يحكم لنفسه"!.