كنتُ بالأمس قد أنزلت منشوراً ووجهتُ رسالةً للأخ الرئيس ولحكومة الوفاق، حذرتهم فيها ان ما يجري من افتعال للأزمات في الوطن، وعلى رأس ذلك أزمة المشتقات النفطية، والقلاقل المدروسة، وقد يتبع ذلك أزمة غاز مع مقدم رمضان، وقلت سواء الحكومة مساهمة في صنع بعض هذه الأزمات كأزمة المشتقات النفطية، كي تهيء الشارع لتمرير الجرعة، أو لم تكن مساهمة في ذلك؛ فإن اول من سيدفع الثمن هم الرئاسة وحكومة الوفاق، وان هناك في الداخل من يتربص بهم لينقض على الدولة بمبرر إنقاذ الشعب، وهو مدعوم خارجيا وبعض من يحنّون إلى الماضي في الداخل، وهذا ما كان يجري الإعداد له، ولا زال التربص مستمراً.
ما قام به الأخ الرئيس من تعديل وزاري في حكومة الوفاق وبعض القرارات الأخرى كان ضربة استباقية في الوقت الضائع، رغم ان مثل هذه القرارات تأخرت كثيراً.
هذه القرارات التي يأمل الجميع أن تتبعها قرارات أكثر دقة وقوة من سابقاتها وأن تستمر وتيرة التغيير لتعيد للشعب الأمل بقيادته الذي كاد أن يفقده، وأراد المغرضون ان يخلقوا فجوة وعدم ثقة بين القيادة والشعب، مع تقديرنا العالي لبعض من شملهم التغيير من المخلصين وقد بذلوا جهوداً كبيرة ولكن التغيير سنة الحياة، ونأمل أن يتجاوز التصحيح والتغيير حدود الأمانة والوزارات ليشمل الفاسدين ومعرقلي التغيير أينما كانوا.
نبارك للأخ الرئيس هذه الخطوات الشجاعة ونؤيد قراراته ونؤكد أن المراهنة الحقيقية هي التي تكون مراهنة على الشعب وإرادته الوطنية أولاً، ولا نغفل ثانياً دور الخارج وتعاونه معنا بما يحقق مصالح وطننا أولاً ومصالحه ثانياً..
إن الوطن يا فخامة الرئيس؛ يتطلع إلى تغييرات جوهرية على كل المستويات في ربوع الوطن وإن حلمك الذي أبديته قد طمّع الفاسدين ومن يقف خلفهم إلى التمادي في غيِّهم وفسادهم, فأكثروا من الصلف ومضاعفة الفساد، فامضِ في طريق التغيير الواسع الذي يقتلع الفساد والفاسدين، ليعلم هؤلاء المتربصون بالوطن أن للصبر حدوداً وللحلم الذي أبديته مدى، وتأكد أن الشعب يتوق إلى غدٍ خالٍ من الفساد وأكثر أمناً واستقراراً، ومستعد يضحي بالغالي والنفيس في سبيل ذلك..
حفظ الله وطننا آمناً عزيزاً مستقراً وسدد على طريق الخير خُطاكم.
*عضو مجلس النواب
محمد مقبل الحميري
التعديل الوزاري وقرارات الرئيس ضربةٌ استباقية 1339