في أوج معمعة الاختبارات, والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي, ودوامة أزمة الوقود.. حدث تغيير طفيف في هيكل الحكومة المغضوب عليها من قبل أغلبية الشعب..!
لم يسمع كافة الناس الأخبار في وقتها..!
القناة الرسمية اختفت.. غيرت موقع بثها على القمر الصناعي, وقنوات أخرى وطنية حذت حذوها, ووسط كل هذا أغلقت قناة اليمن اليوم..!
أحداث متلاحقة شتتت توجهات الرأي العام, وصنعت بلبلة خافتة في أوساط الكادحين, وضجة مفتعلة في أوساط الموالين..!
فهل ما أحدثته القيادة من تغييرات في الحكومة كافيا, ومرضيا لعامة الشعب؟
بإمكان أي أحد إدراك مدى الإحباط الذي يلف الشارع اليمني تجاه مستوى عيشه, وتردى أوضاعه, وتجاه القيادة, والحكومة معا..!
كان المفترض بالقيادة أن تحدث هزة حقيقية في ميزان توقعات الناس, ليتفاعلوا مع قراراتها, ويتوافقوا مع توجهاتها..!
التغيير الطفيف في هيكل الحكومة المشؤمة لن يرضي الشعب في هذه المرحلة التي بلغ منهم فيها السخط, والتنمر النفسي مبلغه!
كنا ننتظر تغييرا جذريا للحكومة, كنا نتوقع استجابة القيادة لإرادة الشعب بتسليم إدارة البلاد لطاقم كفاءات متجرد من الحزبية, والولاءات الضيقة, على الأقل لإدارة البلاد في هذه المرحلة الغير اعتيادية, والتي تستلزم قيام حكومة متفردة..!
الشعب اليمني عانى كثيرا من أنانية, وقصر نظر الأحزاب السياسية المسيطرة على الحكم منذ عقود, وسئم مبدأ المحاصصة المقيت, وضاق ذرعا بالأسماء البالية, التي تتنقل في كراسي الحكومة منذ دهر..!
اليمن موطنا لإنسانه بمعناه الحقيقي, ذلك الفرد البسيط الذي يكدح ليل نهار؛ ليستمر في معركة البقاء القاسية على أرض وطنه..!
بفضل هذه الإدارات الفاشلة يهاجر الكثيرون دونما رجعة..!
يغترب شباب اليمن بحثا عن مستقبل واعد, وحياة كريمة.. والبقية من المستضعفين من الرجال, والنساء, والولدان الذين لا يجدون للفرار من هذا الجحيم سبيلا, ولا يجدون من حكومتهم شفقة ولا رحمة, يبقون ليسحقوا في معارك الكبار التي لا تنتهي..!
هؤلاء الكبار الذين صمّت أذان رؤوسهم, وقلوبهم عن رجع صدى دعوة النبي " صلى الله عليه وسلم "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا ؛ فشق عليهم, اللهم فاشقق عليه"..!
ونحن نراهم عن كثب, يعيشون في كآبة, ومشقة, وتصارع, وتنافس مقلق, قاتل للروح والبدن, مذهب لكل مباهج الحياة, يمتلكون الثروات, ويتسلقون أعلى المناصب ولكنهم يعيشون في خوف, وتوتر دائم, وعنت لا يعلم مداه سوى الله عز وجل!
شاخوا, وابيضت رؤوسهم, وهم ما يزالون هناك, مشنوقين على أنشوطة هوى السلطة!!
فهلا يقظة منهم, أو من سواهم؛ لإصلاح الاختلال الكبير في منظومة الحكم في اليمن؟!
نبيلة الوليدي
يا هادي..الوضع غير عادي!! 1362