مَن الذين نص القرآن على استحقاقهم للصدقة، فجعلهم بعد فئة الأسرى أو العبيد (الرق)، حيث نصت على ذلك الآية (60) من سورة التوبة.
والغارمون هم المدينون الذين لا يجدون ما يقضون به دينهم. وقد يكون من بين أصحاب الدين هؤلاء من هو صاحب مال أو وجاهة أو سلطان، لكن الإسلام يذيب كل تلك المراكز والرتب الاجتماعية التي لا علاقة لها بالدين والخلق ليجعل الناس سواسية كأسنان المشط، أصحاب الحادث المأساوي في مدينة تعز والذين احترقت بضائعهم في سوق المركزي أثناء صلاة الجمعة منذ أسابيع قليلة هم من الغارمين الذي ضاعف الحريق مصابهم فأصبحوا من المنكوبين أيضاً. والقارئ لتفاصيل تجارتهم البسيطة والمتمثلة في بسطات أو محال صغيرة لعرض بضائع بسيطة وكلها بفواتير آجلة من تجار الجملة المجاورة للسوق المركزي، ولأن مصاب هؤلاء عظيم؛ فمن الواجب الديني والأخلاقي والاجتماعي أن يقف الجميع إلى جوارهم وقفة رجل واحد، فأربعون محلاً تعرضت للحريق يعني أن أربعين أسرة فقدت مصدر دخل أساسي بالنسبة لها، بل قد يكون عدد الأسر المتضررة أكثر من هذا بكثير، مبدأ التكافل الاجتماعي من المبادئ التي يجب أن تبقى في وضع نشط على مدار العام وليس فقط في شهر رمضان، فهناك الكثير من أصحاب المصائب والنكبات طوال العام، فهل ينتظر كل هؤلاء حلول الشهر الفضيل أم أن من واجبنا كمسلمين التعاضد والتآزر لتقديم هذا العون الإنساني بشكل مباشر دون اللجوء للشارع الوراقين أو تقديم الشكاوي والتظلمات لمن لا يستجيب لها أو ربما استجاب لها ولكن بعد فوات الأوان، هؤلاء الغارمون يستحقون أن يقوم مجلسنا المحلي في تعز بحشد طاقاته الاجتماعية والفكرية وتوجيهها لمناصرة قضيته الإنسانية، مع إيماننا الكامل بأن محافظ تعز شديد الحماس لمناصرة مثل هذه القضايا الهامة ولن يقف مكتوف اليدين حيالها.
لكن القضية؛ قضية تكافل اجتماعي من الدرجة الأولى وهذا ما يجب أن يستوعبه المجتمع اليمني بشكلٍ عام والمجتمع التعزي بشكل خاص الذي يبدو أنه قرأ الثقافة ومعانيها ومفرداتها من الشمال وليس من اليمين, لهذا أصبح مفتقراً لكثير من القيم والمبادئ الاجتماعية السامية.
ألطاف الأهدل
مَن هم الغارمون؟ 1448