التاريخ 12- 6- 20014 , الصهاينة يبثون فلماً بتقنية عالية في القدس وفي باب العمود بالذات على الجدار الغربي , باب المغاربة, هذا الفلم كان الصهاينة يبثونه سابقاً بالسيناريو التالي:
على أعلى جدار الباب عينان تنظران وتلتفان في إشارة إلى أن عيونهم على الهيكل المتشكل على الجدار بالانارات والتصاميم الصهيونية الليزرية.. هذا ما كان يتم بثه حتى العام الماضي أما هذه الأيام فقد أعلنت النوايا بوضوح وبلا أي خفايا وببساطة مفهومة تماما حيث أضيف إلى المشاهد السابقة ظهور تسلسل تاريخي يبرز الهيكل المزعوم على هذا الجدار ممتدا للمسجد الأقصى بعمقه وممتداً إلى درب الآلام ثم كنيسة القيامة كلها قد انشأ عليها هيكلهم المزعوم قديما ثم تأتي السلسلة التاريخية بتصوير الأوثان بدلاً من الهيكل المزعوم في إشارة إلى الحقبة الفرعونية والبابلية ثم تتبدل الحجارة وتتهدم الأوثان وتأتي الحقبة البيزنطية ويتم بعدها تبديل الحجارة والتصاميم البيزنطية وكل هذا على جدران المسجد الأقصى وامتداداً لدرب الآلام وكنيسة القيامة تأتي الفترة الإسلامية.
وهنا يبدأ المشهد بالعودة إلى كنيسة القيامة حيث يقوم الصهاينة في هذا الفلم بحرق الكنيسة تماما حتى تصبح رماداً ويتم محو المعالم المسيحية وينتقل المشهد إلى الأقصى حيث الأقصى بكل أبعاده يصورونه بمداخله وأبوابه ودخولا إلى المصلى وداخل المصلى بالزخارف والتصاميم ذاتها ثم يقوم الصهاينة بحرق المسجد الأقصى المبارك- لا سمح الله وبالعياذ من الله- ومن بعد أن تأكله النيران بالمشهد يقومون بهدم ما تبقى ويبنون بعدها الهيكل المزعوم بدلا عنه بكل الشعارات والرسومات التوراتية ورموزها من نجمات وبسط وشمعدانات .
هذا الفيلم الذي بث قبل أيام بالتاريخ المذكور لا يحتاج إلى تأويل ويظهر الآن النية والقرار قد اتخذ وتوزيعه يأتي بقصدية نقرأ التالي فيها:-
أولا: معلوم أن الصهاينة اتبعوا سياسة الإعلان بالتكرار لأجل التعويد والتطبع وقبول الواقع وبدرجات حتى يتم تنفيذ المخطط كاملاً, فلقد بدأوا باقتحام الأقصى فراداً من خلال زعمائهم وما بعيد عنا دخول المقبور الرجس المدفون في أرضنا الطاهرة شارون إلى باحات الأقصى والتي أشعلت الانتفاضة حينها من قبل شعبنا المرابط المقاوم هنا كانت بداية فردية معلنة ثم توالت وتكررت وبقصدية سياسة التعويد التي يبني سياسته ونظريته النفسية عليها توالت الاقتحامات حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن من اقتحامات يومية أو شبه يومية لمجاميع من المغتصبين بحماية قوات الاحتلال التي تواجه المرابطين بكل أنواع التنكيل والمنع والاعتداءات والاعتقالات .
توازت هذه العملية مع دعوات لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً حتى انه دخل مشروع في الكنيست ثم بدأ التنفيذ بين فينة وأخرى والآن ومنذ ما يسمى بعيد تنزيل التوراة والتي تصادف عندهم سنويا في" الرابع والخمس والسادس" من شهر حزيران سنويا , هذا العام تم تنفيذ التقسيم الزمني الذي كانوا يكررون ويعيدون بهدف التعويد عزمهم تنفيذه , تم التنفيذ بدءاً من الرابع من حزيران بعيد التنزيل وهنا قسموا الأوقات منذ الصباح الباكر حتى الحادية عشر والنصف والفترة الثانية بعد الظهر .
ثانياً: ومن ضمن سياسة التعويد أيضاً كانوا قد بدأوا قبل أعوام بتسريبات عن قيامهم بحفر الأنفاق تحت الأقصى وحين صار الأمر معلوماً, صار الحفر علنيا متوالياً ومكثفاً ومن ثم هذا العام وبنفس الوقاحة المعهودة التي يستمرؤون بها بعد امتصاص ردود الفعل التي تبدأ قوية ثم آنية ثم تبرد حتى يتم تجاهلها للأسف, فانهم هذا العام تمادوا لدرجة الإعلان قبل شهر بحفل ومهرجان كبير عن افتتاح كنيس يهودي ومعبد لهم في الاتفاق التي بدأوا بحفرها حسب إعلانهم أيضاً قبل عشر سنوات وقد افتتح هذا المعبد اسفل المسجد الأقصى برعاية وزارية ومن كبار أحبارهم وتم بث الحفل والتلاوات التي قاموا بها .
ثالثاً: اليوم وبعد إنتاجهم لهذا الفلم وبثه وتوزيعه فانهم أيضاً قد ارتأوا بعد تلميحاتهم السابقة بالبيانات والنشرات والخرائط عن نيتهم بناء الهيكل بدلا من الأقصى, قد ارتأوا أن التطبع والتعود وصل إلى رجة إعلان ما سيقومون به من باب ذات التعويد وهذه المرة قالوها صراحة بل وبشكل أشمل أن مخططهم يتضمن كنيسة القيامة وحرقها وحرق وهدم الأقصى- لا قدر الله- لولا علمهم بإيمان وعزيمة وهمة المرابطين من أبناء شعبنا.
إلا أننا يجب أن نتوقف هنا للقول: إن جبروت ظلمهم وقوتهم لا يجب أن ينحصر التصدي لها بالفئة المؤمنة التي كتب الله عليها الجهاد والرباط بل أن الأمر يعم المسلمين كافة وعلى الجميع اليوم الوقوف أمام هذا التجبر والطغيان الممزوج بوقاحة القاتل التي يجب التحفز والاعتصام بمواجهتها بكل ما أُوتيت الأمة من قوة ورباط ولا احد من المسلمين إلا ويجب عليه اليوم المواجهة بكل إمكانيته؛ فالقبلة الأولى ومسرى الحبيب مهددة وتم التخطيط لها ولم يبق إلا التنفيذ فلا حُجة لمسلم بعد أمام الله لا بغفوة وبلا بسهوة ولا بكوابيس الأزمات الداخلية.
ناصر أبو الهيجاء
دلالات صدور القرار الصهيوني بحرق وهدم الأقصى 1172