من منطلق الإنسانية الغراء التي نحملها ونرشف من معينها سوف أتحدث مخاطباً زعيم الحوثيين الشاب المراهق/عبدالملك الحوثي حديثاً صادقاً ـ والله ــ لا لبس فيه ولا ضلال, فأقول أخي السيد إنك لم تكن لتصل إلى أن تسود قومك وشيعتك لولا سواعد آبائك وأجدادك الذين أسسوا كل ما ترتكز عليه أنت اليوم, فكانت لقمة سائغة بالنسبة لك ومن أجلها أُهدرت دماء وأُزهقت الأنفس وشُرد الناس من بيوتهم وذاقوا الويلات وفقدوا أغلى ما يملكون؛ فكان حريٌ بك أيها المعتوه أن تكون سبباً في الحفاظ على ما تم جمعه حتى اليوم وبدء بالتعايش الحقيقي مع كافة أطياف الشعب, ولأننا ندرك أنك ومن منظورك القصير تعتقد بأن ما تملكه من سلاح في مخازنك ربما تستطيع أن تتوسع أكثر فأكثر وأن تستبيح ما تشاء, فنقول لك تلك النظرة ممزوجة بدولة فارس؛ كون الأمل معقود بسلاح إيران المتدفق ولا إشكالية في مضمون نضرك, بينما لا تدرك سيدي أن جميع المعارك التي خاضها أتباعك مع أطراف عديدة لم تكن حرباً حقيقية بل أظهرت مدى الجُبن الذي تتفنن فيه وأيضاً أرسلت للشعب رسالة توضِّح مدى الرسالة التي تحملونها خصوصاً على المساجد, فكانت كل تلك الأحداث بمثابة الاختبار لمنهجكم المكسور كما ظهر في مناطق قوتكم؛ فكنتم جُبناء يهاجر الناس من بلادكم لحسنكم وجمالكم الفتان؛ ولهذا فإن الموضوع ليس تعصباً بل حقيقة أنصح بها ـ لله ـ الحوثيين أن لا يصدقوا أنفسهم وأن يحفظوا ما لديهم الآن مخافة أن يذهب هباءً منثوراً في حرب حقيقية مع ألوية معدودة تقوم بالمهمة؛ ولذلك فإن إصرار الحوثيين على معركة عمران يؤكد مدى عمق الحفرة التي يحفرها السيد لأنصاره وإن لم تكن الآن وحتى على المدى البعيد؛ فإن ما يمكن قوله للسيد إن أصول القيادة أن يحفظ القائد مستقبل من يقودهم بدلاً من تلغيم الأرض في طريقهم بألغام حقيقية, إن لم تكن اليوم فالغد أو بعد الغد, المهم أن لا مفر من الانتقام وليس صحيحاً أن يتجاوز السيد حدود أخلاقه ليكون بذلك بذيئاً فيما يقول وبذلك يظهر العوار في منهجه وانتمائه الباطل خصوصاً حينما يستخدم لهجة الكذب في التهكم على الخصوم ومن باب أولى أن يدعو مقاتليه في أماكن قتالهم أن ينشروا الدعوة سراً بدلاً من الجهر بالسلاح واستغلال نوايا الرئاسة بمحاولة الخروج مع الجماعة بأقل التكاليف الممكنة, لكن بل إن ممارسات السيد تجعل من الحوثيين هدفاً للنيران مع أن بمقدوره أن يحافظ على دماء جماعته في تزيين دعوته وفكره بالسلم والثقافة والإبداع لا بالسلاح والقات والشمة وتفجير المساجد؛ لذلك وجب التذكير بأن الجبهات التي يفتتحها السيد للتهويل الإعلامي في ظل عدم التعامل بجدية من قبل الأطراف الأخرى في وقت إن ساعة الصفر لم تحن بعد ما يوجب أن يتحرك السيد لتخفيف ما سيؤول إليه أنصاره ومقاتلوه في قادم الأيام, لله ثم للتاريخ والحوثيين. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
إلى الفتى عبدالملك..رفقاً بالحوثيين 1176