;
نبيلة الوليدي
نبيلة الوليدي

أين مفردات الفرح برمضان؟! 1321

2014-06-18 19:54:10


كنا نستفتح مراسم الترحيب بالضيف المُبجّل قبل قدومه بنصف شهر.. تخرج مجاميع الأطفال والفتية في منتصف شعبان, حاملين المشاعل, ينثرون العطور والأهازيج العذبة ويطرقون الأبواب, يضمخون الأرواح بشعائر طفولية بهيجة؛ تبشيراً بمجيء الحبيب الذي يطول انتظاره "رمضان"- شهر النور والغفران..

وبعد تنقل الثقافات وتماهيها, صرنا نقتني لصغارنا- قبيل رمضان- الفوانيس الصينية؛ ليحيوا طقوساً أكثر عصرية, ابتهاجاً بِمَقْدمِه..

واليوم أضحت هذه المظاهر أشد ظهوراً وأعظم كلفة.. الناس في بلادنا يتهيؤون لرمضان "بالمواطير" والوقود وبطاريات الشحن الكهربائية و فقراؤهم يشترون حزماً كبيرة من الشموع؛ استعداداً لانقطاع التيار الكهربائي الشبه دائم في شهر رمضان!..

ليالي رمضان المتميزة بالأضواء المتلألئة في أركان البيوت والأحياء لإضفاء الفرح والسرور على قلوب الناس فيه والمتسم بالتفاف الناس في مُتكآت جماعية وجلسات مع البرامج الرمضانية ومتابعات للمسابقات الثقافية والقرآنية ونقل مباشر لصلاة التراويح من الحرم المكي.. كل ذلك ينطفئ في بلاد لم تستطع حكومتها توفير أبسط وأولى الاحتياجات للشعب" الكهرباء"..

في مرحلة ما من تفاقم أزمة الكهرباء, كان يتردد اسم " كلفوت " والقوى الظلامية, الذين يستمتعون بإغراق الوطن في لجج الظلام.. واليوم ماذا؟!.

نحن حتى لا يمكنا سماع نشرات الأخبار؛ لأن الكهرباء صارت تغيب لفترات طويلة وبلغ الأمر بالبعض بالوحشة وإنكار عيشه عندما يحدث لها طفرة مفاجئة وتعود لتنير ليله بضع ساعات.

حتى دقائق حضورها القصيرة, أضحت سبباً للقلق لدى ربة المنزل: هل أنجز مهمة غسل الملابس, أم أنها ستنطفئ قبل أن يذوب مسحوق الغسيل في الماء؟!, هل أُحضِّر عصيراً طازجاً لصغاري, هل ستبقى حتى أنتهي؟.

الحياة مفردات صغيرة وفي عصرنا تعتمد بغالبيتها على الكهرباء.. مفردات متعة وتسلية, مفردات عيش وغذاء, مفردات نظافة.. كلها تضاءلت في هذه المرحلة من حياتنا في ظل هذه الدولة!.

ماذا يريد الذي يستمرئ استفزاز الناس بقطع الكهرباء؟!, لماذا تسحقونا بمطرقة قطع الكهرباء؟, لماذا هذا التعذيب الجماعي, وحتى متى؟!..

أخيراً: رمضان قادم بلا بريق, بلا شعائر احتفالية, بلا أنوار, بلا ماء بارد يطفئ ظمأ الصائم؛ فابتهجوا يا من تستعذبون تعذيب شعب بأكمله.. و أبشروا بالهلاك, فلسوف يجعل المستضعف من الشعب كل صلاته في رمضان دعاءً عليكم.. "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون"..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد