تظل الآمال في البناء والرقي والانتقال إلى مرحلة الدولة ، الدولة التي يعيش الكل فيها بحقوق و واجبات متساوية امر محبب للجميع كباراً وصغار .
طموحات هي وغايات مشروعه يحول دون تحقيقها عائق كبير لا يمكن بأي حال من الأحوال غض الطرف عنه .
تُفاجئ و أنت تقرأ تلك الإحصائية التي تفيد بأن عدد قطع السلاح في اليمن يجاوز ستين مليون قطعة سلاح .. بمعدل 1:3 ، أي أن لكل يمني ثلاث قطع سلاح مختلفة أو هكذا يفهمها العالم ؛ أليس هذا امر مرعب فعلاً .
إن انتشار الجماعات المسلحة امر من الخطورة بمكان .. إذ يلقي بظلاله على جوانب كثيرة ذات أهمية بالغة في الحياة اليمنية بشكل عام .
بالتالي فانه من العبث أن تتحدث عن استتباب للأمن في البلاد في ظل انتشار جماعات تحمل السلاح بكل صنوفه من الخفيف والمتوسط والثقيل وبشكل منضم ومدربه تدريباً جيداً ، سيكون الحديث عن الأمن حينها ضرب من الجنون والتناقض اللامعقول .
وأنت إذ تتحدث عن الإنماء الاقتصادي في ضل هكذا وضع ستكون تلك قصة خيالية أخرى تضاف إلى حكاوي "ألف ليلة وليلة " ، ولست مبالغاً في قولي هذا و إلا بالله عليك قل لي من هذا المستثمر المعتوه الذي سيأتي ليعمل في بلد فيه دويلات ومليشيات وإمارات شتى داخل دولة ... لن يأتي بكل تأكيد .
وصدّق أن قلت لك انه لا استقرار في أمور المعيشة العادية أو ما يطلق عليها البعض الحاجات الأساسية للبقاء أو الحياة في ظل وجود هذه المليشيات المسلحة ، والواقع اليمني اليوم اكبر شاهد ودليل على صحة ما أقول ، فكم عدد المرات التي تضرب فيها أبراج الكهرباء ، وكم عدد المرات التي تهدم فيها المساجد والمدارس والمنشئات ، وكم مرة تفجر أنابيب النفط ، أليست كلها مؤسسات الوطن وتهم كل اليمنيين؟، ستجد أن الأمر لا يحتمل لحظة تأخير واحدة ، بالتالي يكون نزع سلاح الجماعات المسلحة ضرورة وطنية كبرى.
دعني وأنت نراجع مقدار ما تخسره اليمن ومقدار العبء الذي تتحمله الميزانية وسيعود اثره علي أنا وأنت والمواطن، فقط جراء تدمير أبراج الكهرباء خلال العام 2013 م وبحسب وزارة الكهرباء والطاقة خسرت اليمن حوالي 10.4مليار دولار .. مبلغ مهول وكبير جداً ..ألن يكون مفيداً إن كان هذا المبلغ الضخم انفق في تعمير أو تشييد أو تطوير لبنى اليمن التحتية أو توفير الاحتياجات الأساسية للمواطن اليمني.. وقِس أنت الفرق.
ناهيك عما تخسره اليمن من ضرب أنابيب النفط ، الهجمات المتكررة على مؤسسات الدولة وما تتحمله الميزانية من أعباء إضافية في الصيانة والتجهيز والإصلاح والعلاج ...الخ في ضل العنف والمواجهات السائدة الآن..
وفكر أيضاً واسأل نفسك ، ما مقدار ما تنفقه الدولة من أموال وما يتكبدها الوطن من خسائر.. كل ذلك و اكثر مؤشرات خطيرة ستجعل من التنمية امر محال في اليمن.
نخلص من كل ذلك انه لأجل حياة آمنة ، وبلاد مستقرة ، واقتصاد متنامي ، وتعليم مثمر، وتقدم للأمام.. يكون نزع سلاح الجماعات والمليشيات المسلحة ضرورة وطنية ملحة.
هشام عباس
نزع سلاح المليشيات..ضرورة وطنية مُلِّحَة 1180