الخطوط الحمراء مفهوم يتردد كثيراً على أّلسنَ السياسيين, على مستوى العالم, هذا المفهوم اصبح ضبابياً ومطاطياً ومتخشباً ولا لون له ولا طعم ولا رائحة؛ فعندما يريد السياسي أن يناور ويضحك على شعبه ويبرر موقفاً ما يلجأ إلى التحذير من اختراق الخطوط الحمراء..
الرئيس هادي قبل أيام حذر جماعة الحوثي المسلحة من تجاوز الخطوط الحمراء, (طبعاً مش خوفاً على الدولة ولكن خوفاً من أي حادث مروري يمكن أن تتعرض له الجماعة, التي تمارس إرهابا ضد الدولة)..
الحوثي يهاجم معسكرات الجيش, ويقتل المدنيين بدم بارد, ويفجر المدارس والمعاهد ودور العلم, وينصب النقاط؛ لابتزاز المواطنين, ويعتقل أفراد الجيش والأمن (ما حدث في الجراف مثالاً) ويشرد المواطنين ويحتل المدارس ويحولها إلى مقرات خاصه به, وقبل هذا وذاك هجر يهود اّل سالم من صعدة وبعدها السلفيين, وكل يوم والحوثي يعلن عن غزوة جديدة وأمام سمع العالم وبصره؛ لكن يبدو أنه لم بتجاوز الخطوط الحمراء (وفقاً لمعنى الخطوط عند الرئيس)..
أنتم تعلمون أن هناك ألوانا كثيرة؛ لكن الألوان الرئيسية السبعة (ألوان الطيف) هي التي نتحدث عنها هنا؛ فربما أن الحوثي مازال عند اللون الأخضر ولم يصل إلى البرتقالي فضلاً عن الأحمر, والاَ لما صمت الرئيس إلى هذه اللحظة, طبعاً قد يقول قائل وماذا عن الطيران الحربي الذي يشارك في الحرب؟ وماذا عن اللواء 310 الذي يخوض الحرب ضد الإرهاب الحوثي؟ وماذا عن الحملة العسكرية التي خرجت إلى (بني مطر) قبل أيام؟ باعتقادي إن كل هذا يأتي في سياق رغبه الرئيس في استمرار الاستنزاف للكل, ولا يريد طرف أن ينتصر على الآخر, وكلما شعر أن الحوثي بدأ يسيطر على أماكن حساسة وجه له ضربة, حتى يستمر توازن القوى, بين القبائل واللواء310 من جهة وجماعه الحوثي من جهة أخرى, ولا تغتر إن معنى هذا أن الرئيس يفهم بالجغرافيا (الحوثي على بعد20كيلو من العاصمة والرئيس مازال يتحدث عن الخطوط الحمراء) أو لديه قوة في النظر ويفرق بين اللون الأصفر والأحمر والأخضر (لا أعتقد ذلك)...
فخامة الرئيس: هل لك أن تخبرنا ماهي الخطوط الحمراء؟ هل تقصد منزلك الكائن في الستين (والذي بات مهددًا بالنسف على غرار ما حدث لمنازل أخرى وفقاً لكلام الخيواني – قيادي حوثي - الذي هدد بنسف منزل كل من هادي, وباسندوه, ووزير الدفاع, والداخلية) أم تقصد وزارة الدفاع أم دار الرئاسة؟ (لو سمحت لا تقل إن العاصمة كلها هي خط أحمر فلن يصدقك أحد, فقط لو قلت إن كرسي الرئاسة التي لم تذق حلاوتها إلى الآن أو ما زلت في بداية المشوار وبدأت حلاوة الكرسي تظهر ولم ترد التفريط بها, ممكن نصدقك في هذا..!!!!!!!!!
عفواً ذكرت كلام أوباما قبل أيام الذي قال فيه إن في اليمن حليف قوي هو الرئيس هادي, طبعاً لم استطع أن أفهم ماذا يقصد أوباما (بكلمه قوي) وبعد وقفة تأمل تذكرت الخطوط الحمراء التي رسمها أوباما لطاغية العصر (بشار الأسد) الذي يذبح شعبه أمام العالم وبمختلف أنواع الأسلحة ولم يصل بعد إلى الخطوط الحمراء التي رسمها له أوباماً, تماماً كما الخطوط الحمراء التي وضعها الرئيس هادي للحوثيين.
ومن هنا يبدو أن عمى الألوان عند أوباما هو نفسه عن هادي ولذلك استحق هادي صفة القوي من وجه نظر أوباما!!!!!
محمد المياحي
فخامه الرئيس..هل لك أن تخبرنا ماهي الخطوط الحمراء؟ 1728