أكتب هذه الكلمات في سبيل الإيضاح وما دفعني لذلك هو إثبات الحقيقة في مواجهة الاستئثار بواقع جديد لدى البعض حينما يسبلون في حديثهم عن الفكر السلفي وعن الإمام المجدد/ محمد بن عبدالوهاب النجدي رحمه الله..

 ومن هنا ننطلق ليتوقف الركب عند أسوار نجد والحجاز ففي منتصف القرن الثاني عشر الهجري ظهرت فِي الجزيرة العربية الدعوة الإصلاحية الكبيرة التي تزعمها الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي ولذلك فإن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية تعد - في تاريخنا الإسلامي الحديث - أبرز دعوة كان لها أعظم المعطيات والآثار في عالمنا الإسلامي حتى الوقت الحاضر. ومع كثرة الكتابات والبحوث والمؤلفات عن هذه الدعوة وصاحبها الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - فإن البحث الجديد لا يزال يجد له مكانا بين أحضانها، وكثير من جوانبها الإصلاحية لا تزال بكرا يتطلع إلى أقلام الباحثين ودراساتهم وكلما تطورت تلك الدراسات ومفاهيمها، واتسمت بالعمق والبحث العلمي المنهجي، ظهرت لنا أسرار جديدة عن مكانة هذه الدعوة وأهميتها في تاريخنا الإسلامي ككل، ودورها الكبير في إنارة عقول الأمة الإسلامية لمدة أربت على القرنين من الزمان إن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي جعل وحدانية الله فوق كل شيء.. وحررت الدين من البدع.. قد تجاوبت أصداؤها فِي كل العالم الإسلامي من الهند شرقًا إلى إفريقية الغربية وساحل الأطلسي غربًا وهي كحركة إسلامية تصحيحية لما انتشر من البدع والخرافات التي شوهت الإسلام وجرحت جماله قد أصبح لها أثر فعال فِي الحركات الإسلامية التي نشأت فِي المنطقة فِي أواخر القرن التاسع عشر والعشرين لقد وصلت إلى ما وصلت إليه بفضل الأساس الذي قامت عليه وهو الدعوة إلى الإصلاح الديني وانتشرت دعوته انتشارًا هائلاً لأنها تمسكت بمبادئ السلف.

 ورغم القضاء على دولتها سياسيًا بقوة الجيوش ومناورات السياسة فإنها ظلت صامدة ولم يقتصر أمرها على أهل الجزيرة العربية فحسب بل امتدت إلى خارجها ففي المساحة الواسعة الممتدة من المحيط الهادي شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا؛ نجحت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فِي أن تجد لها أنصارًا وانتشرت فِي الملايو وأندونيسيا وباكستان والهند وبنجلاديش حاليًا ) ووادي النيل وشرق أفريقية والشمال الأفريقي وغربي أفريقية) بل ذهب الأمر إلى أكثر من ذلك حينما قامت فِي تلك الآونة دول إسلامية فِي أفريقية على أساس " الدعوة الإصلاحية " التي نادى بها الشيخ إن دعوة الشيخ: محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى تمثل منعطفاً حقيقياً في تاريخ الأمة الإسلامية، إلا أن المواقف قد تفاوتت تجاه هذه الدعوة، ما بين محب لها ومناصر لها، ويرى أنها امتداد طبيعي لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وبين مبغض يكيل لها التهم والشبهات والافتراءات، فالإمام: محمد بن عبد الوهاب وأتباعه إلى يومنا هذا من أكثر الناس تورعاً عن تكفير الأعيان، وعن تكفير الناس جملة وتفصيلاً، حتى أنهم لم يكفروا المخالفين من الفرق، بل هم يتفقون على أن الفرق الإسلامية التي لم تخرج عن الملة لها حق الإسلام، وهي من أهل القبلة.

ثانياً: إنه قد يوجد من بعض المجتهدين من علماء هذه الدعوة ومن أتباعها من يخطئ فيكفر من ليس بكافر، لكن ليس هذا هو المنهج ولذلك يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب : "ولا أكفر أحداً من المسلمين بذنب، ولا أخرجه عن دائرة الإسلام" إن الوهابية لا تعني الإرهاب كما يحاول المرجفون تصوير ذلك بل هي تقوم على مواجهة الإرهاب والإقصاء والإلغاء الممنهج كما حصل في العراق ولبنان وسوريا ولذلك فإن الإمام محمد بن عبدالوهاب المنسوبة إليه هذه الدعوة لم يأت بشيء من تلقاء نفسه حتى يتم مهاجمته والنيل منه بل وانه لو أتى بشيء من تلقاء نفسه لوجدت دعوته الرفض وعدم القبول لدى الناس بل كان مبلغا للناس وعامتهم بالآية التي انزلها الله لعباده والحديث الذي حرص النبي صلى الله عليه وسلم ان يستفيد منه الناس في حياتهم لحياتهم وأخراهم وكان الإمام رحمه صداعا برسالة التوحيد والتي تعني إفراد الله بالعبادة والطاعات والتقرب وعدم الإشراك في حكمه أحدا فكان له الأثر المحمود في ذلك المجال لاسيما وان الكثير من القبائل والمناطق العربية كانت تغص بمواقع الإشراك ونداء غير الله تعالى والتوسل بالأولياء وغيرهم فأحدثت دعوته المباركة نقلة نوعية أثارت حفيظة الذين كانوا على تلك التقاليد من قبل ليكون الانتقام اليوم في تشويه تلك الدعوة ومحاولة حرفها عن سياق مسارها التي قامت عليه.

 إن الوهابية في أصلها وعمقها تعني السلام والسلام الحقيقي في إطار التعايش بين جميع مكونات العالم وإظهار مدى الترابط بين الأمم وتعاونها الحقيقي والمبني على أسس وثوابت أقرها دين الإسلام وهي في مجملها مقبولة إن طبقت على ارض الواقع وفي مقابل السلام حينما يتم التعامل من قبل الآخرين بشكل مؤسس حسب الانتماء العقدي أو الحزبي والسياسي وغيره فإن في منهج الوهابية انحناء عن رسالة السلام والتعامل بالقسوة والغلظة التي ا أقرت في القران والسنة وقبل ذلك لو فكرنا قليلا في مستوى تعامل الجماعات الإسلامية والمحسوبة على التيار الوهابي مع معارضيهم.

 لو فكرنا للأسباب التي تجعلهم عديمي الإنسانية والشده التي يمارسونها وقطع الأعناق واكل الأكباد وغيرها من المصطلحات التي يروجها الإعلام الشيعي لو فكرنا في ذلك ونقف قليلا لنسأل أنفسنا ماهي دوافعهم ولماذا لا يبالي الشخص منهم بنفسه لوجدنا الكثير والكثير مما يجعلنا نعلم علم اليقين أنهم يحملون الحق ويذودون عنه, فلذلك سلوا بغداد العراق, سلوا كل شبر في أرض العراق ما الذي جرى للطيف السني في العراق إبان الغزو الأميركي, سلوا الجنود الأمريكيين ماذا قدمن لكم نساء الشيعة حينما استباحت مدرعاتكم حزام بغداد, سلوا أمهات العراقيين الذين أسماؤهم عمر أو أبوبكر أو عائشة ماذا صنع بهم وكيف تم التعامل معهم, كيف تم الغدر بأهل السنة كيف تم تقطيعهم أوصال, فقط لأنهم سنة ولن تنسى قضبان السجون العراقية.

 صيحات الحرائر اللاتي حملن سفاحاً من جور اغتصابهن والنيل من شرفهن وعفتهن وطهرهن بل وأمام أعين أزواجهن فقط لأنهن سنيات ومواقع اليوتيوب ليست بعيدة للذين يريدون التأكد وهذا عن العراق حينما استطاع الطيف الشيعي أن يصل إلى سدة الحكم بعكازة أمريكية وأخرى إيرانية فكان ما كان وحدث عن أسوأ صراع عرفه التاريخ وبلا حرج دارت فصوله ولياليه حول دجلة والفرات وعن سوريا اليوم تظهر الحقيقة بتجلياتها البينة حينما يتظاهر شعب مطالبا بالحرية والإصلاحات فيكون الرد النار والموت مقابل طلب العيش بكرامة وحرية وكل تلك الأسباب تعود لبناية ذلك النظام حينما يستغل قوته وجيشه ودعم بعض حلفاء الإقليم له مقابل بقائه لأسباب انتمائه العقدي وإن كان في ذلك زوال الطيف الآخر وإلباسه عباءة الإرهاب بغية القضاء عليه وإقصاؤه وبمعية المجتمع الدولي وإن كان هذا الطيف 80%من الشعب ولكنها عوامل الاستئثار بالقوة في مقابل شعب أعزل وغير هذه الأمثال المختصرة كثير فتلك دماج وهذه عمران وتلك لبنان وهذه فلسطين الأقصى وغير ذلك ثم يأتي رعاع متفلسف ليتحدث عن الوهابية من منظور اليهود أو الخصوم دون الرجوع لأشرطة الماضي الأليمة والتي نتج من خلالها ذلك المضمون العنيف, فلذلك يكون للمتشددين الإسلاميين المنتمين للفكر الوهابي دور في صنع التناقض مع الذين يحاولون التسلط على رقاب خصومهم ومن منطلق ذلك توجد الأخطاء لدى الجميع حسب المتغيرات والوقائع وليس الانتماء فحسب بل قد يكون من منطلق الغيرة أو الغضب أو الثأر وجميعها عوامل أساسية تصطدم دوما بذلك التيار.. والسلام