آلمني كثيراً ما يفعله بعض شيوخ السلفية في بلادنا من هجومهم وحربهم وطعنهم في إخوانهم من التيارات الإسلامية الأخرى.. فمن يتابع أدبيات وخطابات ومحاضرات بعض هؤلاء يعجب! وتأخذه الحيرة، كيف أنهم يثيرون البغضاء والتحريض ضد مسلمين مثلهم!، ويخرجوهم أحياناً من الملة، وآخرون (يحرضون) على التيارات الإسلامية المشاركة في العمل السياسي والنضال الشريف، والتي غرضها النبيل وهدفها من هذا الانخراط في العمل السياسي الشريف إنما هو (الرغبة الصادقة) في المساهمة في (بناء) الأوطان وبناء (أنظمة) حكم (عادلة) لأمتنا التي عانت أشد المعاناة من استمرار أنظمة حكم (فاشية مستبدة طاغية) عميلة بالكامل لأعداء الأمة، و(عائقة) أمام أي تقدم ونهوض للمسلمين!..
هؤلاء المحسوبون علينا أئمة وشيوخ وقادة أمة وفكر كيف يسمحون لأنفسهم أن (يزرعوا)الشقاق والتحريض والتفرقة بين المسلمين. لا يحق لهم هذا أبداً.. نحن في زمان تكالبت فيه علينا أمم وقوى شر وأعداء ديننا القويم.. لسنا (بحاجة) أبداً لمن يفرقنا، بل نحن بحاجة لأن (نتجاوز) أخطاء بعض، وهفوات بعض وان (نتوحد) ونعود جسد واحد، أمة واحدة!.. هذا المفترض بكل (صاحب)منبر أو قلم أو مركز ومكانة دينية وعلم أحدهم سمعته، وهو يفترض أنه عالم كبير، سمعته في إحدى محاضراته المسجلة، وانا راكبة احدى وسائل المواصلات، يقول سبّاً وطعناً في دين وعلم شيخنا الجليل المجاهد الفاضل د/يوسف القرضاوي.. يقول :"هذا المسمى عالما كذبا القرضاوي، لقد قال عنه مشائخنا الأفاضل انه قرض نصف الدين.. ونحن نراه قد قرض النصف الآخر!".. ما رأيكم؟.. إلى ماذا يهدفون بهذه الحرب على علماء ومجاهدي الأمة؟.. هل علينا ان نخشى ونستعد لظهور سلفيين على شاكلة حزب (نور!)مصري جديد في اليمن يعمل لصالح أعداء الأمة، ويزيد خرابا في الأمة؟.. هل تنتظر اليمنُ علماءً بهذا الشكل؟!.. حزب النور(سيء الصيت والسمعة)الذي كان يحرم ويجرم الثورة والخروج على نظام مبارك العلماني الدموي الفاسد العميل لكل حكومات العالم الغربي المسماة عند السلفيين بـ (حكومات الكفر!).. هو نفسه بنفس سلفييه وعلمائه قاموا بأمر متناقض عجيب!.. حيث أجازوا وباركوا الخروج والانقلاب على الرئيس المنتخب الشرعي الحافظ لكتاب الله المتدين الشريف الرئيس /محمد مرسي.. عجباً ما بال هؤلاء كيف يتحركون؟!.. في أوقات حساسة وفارقة من تاريخ أمتنا، ومصير شعوب منطقتنا المسلمة (الثائرة) اليوم على عقود من التبعية والإذلال والضعف وسيطرة أعداء الأمة على (مصير) هذه الأمة، عبر (حكام) طغاة قام الاستعمار بتنصيبهم وفرضهم على هذه الأمة لإذلالها، وضمان استمرار تبعيتنا وجعل مصيرنا بأيدي أعدائنا.. أعداء ديننا، وحريتنا وتقدمنا.. في هذا الزمان الذي تتكالب علينا فيه سهام أعدائنا، وتنهش في أجسادنا الذئاب والوحوش، وتباد فيه شعوب مسلمة بأسرها، و يحارب فيه الإسلام بكل قسوة وحقد ووحشية.. في هذا الزمان، والآن بالذات، نحن في أمسّ الحاجة إلى أن تتوحد صفوفنا ونتجاوز عن اختلافاتنا الاجتهادية والفكرية البسيطة.. لنعود أقوياء ضد الظلم ولنعود جسداً واحداً كما أراد لنا ربنا.. جسداً عزيزاً وقوياً وحراً.. وليس راضخاً ذليلاً للخارج أو لفاسدين طغاة..
اللهم وحد أُمتنا وشعوبنا وأرجعنا جسداً واحداً إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.. آمين.
لينا صالح
لبعض الشيوخ..وحِّدوا الأمة ولا تزيدوها تمزيقاً 1002