إن النكبات العربية مازالت مستمرة ، ليس بسبب التآمر الخارجي، بل إن السبب الرئيسي يكمن في ماهية هذه الأنظمة العربية التسلطية والقمعية التي حولت الشعوب إلى صهوة لها تمتطيها للوصول إلى السلطة والاستمرار فيها وحولت المواطن إلى رقم وصوت انتخابي..
الآن المتابع للوطن العربي يرى أمامه أوطاناً تتشظى وتنهار فما تشهده مصر والعراق، وسوريا، واليمن ، وليبيا، - من حوادث تنذر بمستقبل مرعب.
لقد أصبح الوضع في الأوطان العربية لا تحتمل، والشعارات البراقة والوعود الزائفة لم تعد تجدي، إن ما تعانيه الدول العربية، من أحداث؛ كلها على حساب البناء والإعمار، وإغفال العمل لصالح الشعوب وتطويرها.
إن الأنظمة العربية التي استبدت على مدى قرون واغتصبت الحكم وحولت جمهوريات إلى ملكية خاصة قابلة للتوريث حولت المواطن إلى عاجز وفقير وجائع وفاقد القدرة على العطاء والوطن العربي إلى واقع يستجدي الدول الغبية إنقاذه..
لنرى أن البعض يفتشون في القمامة عن بقايا طعام يسدون به جوعهم وجوع أسرهم ، لهذا كثيرا ما تجد براعمنا الصغار قد تركوا الدراسة من وقت مبكر يقلبون القمامة بحثاً عن القوارير البلاستيكية والعلب المعدنية الفارغة لتجميعها وبيعها لتوفير مصدر دخل لأسرهم .
وهنا تكمن الحاجة لإعادة النظر في قيادة النخب السياسية والعمل على تغييرها تمهيداً لتغيير النظام القائم على المحسوبية والفساد..
إيمان سهيل
النكبات العربية 942