الأزمة التي نعيشها هذه الأيام سواء في الانقطاع المستمر للكهرباء أو الاختناق الحاد والأزمة في المشتقات النفطية (البترول والديزل) وضع مأساوي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فبالنسبة لأزمة المشتقات النفطية اذا كان الهدف منها ترويض المواطن بتقبل الجرعة فإن الحكومة بذلك لا تقل جرماً عن قطاع الطرق والمخربين ، وان كانت خارجة عن إرادتها فيجب أن تصارح الشعب عن الأسباب الحقيقية وتعمل على حلها فورا ، أما الكهرباء فهي لغز بحد ذاته ، ما أسباب هذا الانقطاع المستمر، فإذا كان سببه التخريب الذي يستهدف ضرب الأبراج فواجب الحكومة والدولة وضع حد نهائي لهذا التخريب والإجرام..
واستغرب كيف تسعى الحكومة لرفع الدعم قبل أن تضع حداً لهؤلاء المخربين الذين بتخريبهم لأنابيب النفط وأبراج الكهرباء إنما هم يعرقون المليارات بشكل مستمر من أموال الشعب ومن لقمة عيشه، فهل الحل في رفع الدعم عن المشتقات عوضاً التخريب المستمر وكأننا نضع هذه الأموال في قربة "مخزوقة"، أم انه من الواجب أولاً وضع حد لهذه الجرائم التي يندى لها الجبين؟.
لا يهمني أن يهمس في آذاننا على استحياء أن فلاناً أو علاّناً وراء هذه الجرائم ويتم الاكتفاء بذلك، ولكن الذي يهمنا جميعا الشفافية والوضوح ومكاشفة الشعب بصدق بما يدور، مع قيام الحكومة والدولة بوضع حد بهائي لهذه المهازل والمآسي وردع المجرمين وكل من يقف وراءهم، فالوضع يا سادتي وصل إلى درجة لا يشرف أحداً أن تستمر معه هذه المهزلة ، ولا يشرف الحكومة أن تبقى بهذا الوضع الهزيل الذي يثير الشفقة عليها قبل الشفقة على وضع المواطن البسيط الذي بلغت به المعاناة مداها..
محمد مقبل الحميري
استمرار الوضع بهذه الصورة أمر يثير الشفقة على الحكومة قبل غيرها 1106