المتحدث باسم جماعة "داعش" أبو محمد العدناني يبشرنا بالخليفة إبراهيم البغدادي- إمام المسلمين الجديد- وبإلغاء اسم العراق والشام واستبدالهما بمسمى "الدولة الإسلامية" وفي كافة التعاملات والتداولات الرسمية.
وبإعلان خلافة للمسلمين فإن مبايعة الشيخ المجاهد العالم العامل العابد الإمام الهمام المجدد سليل بيت النبوة/ عبد الله إبراهيم بن عواد بن إبراهيم بن علي بن محمد البدري القرشي الهاشمي الحسيني, صارت في هذه الحالة واجباً شرعياً مبطلاً لشرعية جميع الإمارات والجماعات والولايات والتنظيمات التي يتمدد إليها سلطانه ويصلها جُنده.
الشيخ/ أسامة بن لادن, على ما لديه من ثروة وكاريزما واتباع موالين لم يجرؤ على فعل كهذا الذي أعلن فيه عن دولة الخلافة الإسلامية وخليفتها البغدادي الإسم النكرة الذي طرأ علينا فجأة ودونما مقدمات أو أفعال أو معرفة سابقة به.
يا الله ما هذه المأساة الهزلية التي نعيشها واقعا وكأنها تراجيديا اغريقية من العصور الغابرة! آية الله الخميني على الأقل, كان مفكرا وفقيها ذكيا بحيث أنه لم يأت بشيء لا يقبله عقل أو منطق.
فلم يلغ اسم ايران أو يعلن بان جمهورية الملالي المطوية لحكم الشاه الملكي الوراثي سوف تكون فوق الشعب والأمة؛ فعلى العكس من ذلك إذ كان لنظريته السياسية أن حررت بلاده وطائفته من أتون الانتظار للإمام الغائب الذي لم يظهر وبعد مضي ألف عام ويزيد.
نعم.. أتى الخميني بنظرية الولاية للفقيه الذي هو هنا المرشد النائب المفوض بكامل سلطان الإمام التي هي كل سلطات الرسول التي هي كل سلطان الله المطلق.
قلنا مراراً وتكراراً بأن معاناة المسلمين ليس مرجعها الدين وإنما الحُكم والاستئثار به، وعلى هذا الأساس فأول خلاف كان بين الأنصار والمهاجرين الذين اختلفوا حول خلافة رسول الله وفي وقت عصيب وحزين مازال فيه جسد النبي مسجى في فراش موته بانتظار دفنه.
ومن ثم انتقل الخلاف إلى داخل الدائرة المهاجرة ذاتها وتحديدا إلى عائلتي بني أميه وبني هاشم كان الخلاف خافتا وتحت الرماد, لكنه وفي عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان برز ولأول مرة وبشكل عنيف كان من تجلياته مقتل الخليفة وانقسام المسلمين إلى مشايع متعصب لحق آل البيت في بيعة الحكم أو مؤيد متعصب أيضا لبني أمية.
طائفة حملت القرآن في يد والسيف في الأخرى تمكينا لخلافة آل قريش وبالمقابل طائفة حملت المصحف والسيف ذودا عن حق العائلة الهاشمية في وراثة النبي المنحدر منها.
في الحالتين فئة ضيقت المسألة بحيث جعلت الحكم محتكرا بقرابة الدم التي لا تخرج عن النطاق العم والجد والسبط والابنة وفئة رأت في هكذا احتكار إقصاء لها فوسعت المسألة بحيث تعدت قربة الدم الضيقة إلى القبيلة القرشية الأكبر، ومن حينها وأمة المسلمين في صراع لا ينتهي حول هذه السلطة السياسية التي لم تكن موجودة في زمن الرسول مثلما هي بعد وفاته.
بروفيسور أمريكي في جامعة أمريكية وكان قد أسلم طوعا ورغبة في دين الإسلام الذي جاء محررا للبشرية من استرقاقها وعصبيتها واثنيتها وفق وصفه.. قال مخاطبا الإعلامي العربي ومن خلال قناة الmbc: الإسلام دين أُممي جامع لكل الإنسانية؛ فلماذا انتم العرب على وجه الدقة تريدون تجسيده وكأنه دين خالص بعصبية وقبيلة بعينها".
المتحدث عدناني والمفوض عنه خليفة بمواصفات "بدري قرشي هاشمي حسيني" نعم سليل نبوة وبعيد ألف أربعمائة عام على هجرة رسولنا الكريم. يا لبؤس هذه الأمة الغارقة في مثل هكذا تفاهات جاهلية عصبية لا صلة البتة لدين الإسلام بها.
فهل هنالك ما هو أقبح وافظع من إهانة عقلك وإنسانيتك؟ إذا ما كان ديننا بهذه الدونية والعنصرية المقيتة؛ فعلام اللوم والقدح للآخرين الذين قالوها صراحة بكونهم شعب الله المختار؟ وبكونهم السلالة الفضلى والطائفة الأعلى والفصيلة الأنقى؟؟.
محمد علي محسن
الخليفة سليل بيت نبوة!! 1771