يا آخر الأبطال في سِفْر الجيش والقيادات العسكرية، يا آخر الأوفياء في كُتب الشرفاء والأبطال والأحرار، يا آخر أيقونة الشرف العسكري والانتماء للوطن والوفاء بالقسم.. عشت بطلاً أيها القائد الشهيد ومت كذلك، لأن نفسك التي تربَّت على البطولة والاستبسال والتضحية، لم تُفسِح مجالاً أو حيَّزاً بسيطاً لشيء اسمه خيانة أو تخاذل أو تراجع والمتاجرة بالوطن، أو شيء ممَّا بات يمتاز بها قادة هذه البلاد ابتداءً من رئيس الجمهورية وليس انتهاءً بوزير الدفاع، ورئيس الأركان اللذين ظلا يتاجران بدماء الجنود في عمران منذ أكثر من ثلاثة أشهر كما فعلوا مع أهل دماج.. وذهبوا إلى أبعد من المتاجرة بتلك الدماء الطاهرة التي سالت في عمران دفاعاً عن الكرامة وعن شيء اسمه وطن، لم يعد في أجندة هادي وزبانيته وحكومته سوى قطعة ورق مهترئة يجب أن يتم تقطيعها بسرعة كي يتسنَّى للجنوب الانفصال وتتشكَّل خارطة جديدة في الشمال تحكمها مصالح القوى الدولية وفق سيناريو تقارب أميركا وإيران.
أيها الشهيد البطل العميد/ حميد القشيبي ــ كما نحسبك إن شاء الله ــ أعلم أنك لم تُهزَم أو تُقهَر، بل اختارك الحق أن تكون شهيداً بطلاً أبت نفسه العزيزة إلا أن تعيش بكرامة وعزة أو تموت وهي في أعلى مراتب الشرف والكرامة، تدافع عن وطن ومؤسسة عسكرية لم يعد قادتها يعرفون عنها سوى كم توفَّر لهم من الأموال والمواد التموينية كيما تبيعها مثلما باعت الوطن لشرذمة متمردة، لترفع أرصدتها في بنوك دبي وأوروبا وتوفر لها مساحة للاسترخاء في بانكوك ومناطق أخرى لتجدد نشاطها وتشتري لها قوارير كبيرة تحتسي منها نخب الخيانة والغدر وكل أنواع القذارات على حساب هذا الوطن الذي يأبى المشروع الأميركي الإيراني إلا أن يراه مقسماً مناطقياً وطائفياً، يوفر خلاله منطقة خضراء في الجنوب للرجل هادي، يمكن له وزمرته أن يحكموها بقوة الحديد والنار.
ذهبت أيها البطل الشهيد، إنشاء الله، وأعداؤك قبل محبيك وذويك يقولون عاش بطلاً ومات بطلاً، لم يفر يوم الزحف, صمد صمود الجبال، رغم إدراكه بأن القيادة في صنعاء قد خانته وغدرت به منذ ثلاثة أشهر حين رفضت تعزيزه بأي شيء، ومنعت عنه الإمدادات وتفرَّجت على حصاره وهو يضيق كل يوم.. صَمَدت لأن إيمانك القوي وشرفك العسكري وحبك لهذا الوطن وشعورك بحجم أمانة المسؤولية في حماية الجمهورية والثورة وأبناء عمران فرضت عليك وعلى كل الشرفاء من الجنود وأبناء عمران الذين صمدوا ويحملون في نفوسهم الطاهرة تلك القيم والمبادئ، هي التي فرضت عليك أن تثبت ويثبت معك كل الشرفاء الأحرار الأبطال، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
أيها الشهيد القائد البطل ارقد بسلام, فالجميع يعرف أنك تعرضت للخيانة والغدر في أعلى مستويات في الدولة وستظل دماؤك ودماء كل الشهداء في عمران تطارد هؤلاء الخونة ومن قبلهم شرذمة القتلة الروافض الذين يقودهم شخص بارع في التزوير والقتل.
إبراهيم مجاهد
يا آخر الأبطال 1885