بما أننا شعب مضياف إلى درجة لا يمكن تخيلها، لماذا لا يكون لضيوف اليمن أماكن خاصة (مخيمات) تمنع إمكانية استغلال هؤلاء الضيوف اللاجئين بشكل أو بآخر، وأيضاً تحول دون نقلهم لبعض أمراض الحروب الشائعة، وكذلك تنظم مسألة حصولهم على المساعدة وتضمن إيصالهم بذويهم في حالة وجود منقطعين بينهم، وبما أن المكان أو المساحة الجغرافية لهؤلاء ستكون معلومة فإنني لا أشك ولو للحظة في تقاعس أو تقصير كل أسرة يمنية عن تقديم الدعم الغذائي والدوائي لهؤلاء الباحثين عن نكهة الإنسانية..
وبما أننا أيضاً قد تجاوزنا الواقع النظري للثورة وأصبحنا لا نحتاج لتلك المخيمات الدائمة على أرض الساحات الثورية والتي بدأت تجمع المتطفلين والمتسلقين وهواة التزلج على مصالح الناس فإننا يمكن أن نجعل من تلك الساحات مخيمات لللاجئين السورين تحديداً بما أن الغالبية منهم من النساء والأطفال، بينما يمكن إيجاد مخيمات خاصة باللاجئين الصومال خارج إطار المدينة على أساس أن غالبيتهم من الرجال الشباب.
هل يتصور قارئي الكريم أين يقبع الكثير من اللاجئين الصومال من الرجال والنساء؟ إنهم في ساحة السجن المركزي بتعز، على أساس أنه المكان الآمن الذي يمنع تسربهم إلى داخل المدينة، المدينة التي أضحت تحتضن المئات من اللاجئين السوريين والصومال، وهؤلاء لا يأبهون لمستوى الفقر ونسبة البطالة التي تعاينها المحافظة لأنهم يبحثون عن مكان آمن فقط، وبعيداً عن حقوق الإنسان التي تساوت تقريباً مع حقوق الحيوان عندنا، فهل من العدل أو الحق أو الإنسانية أن يتم التعامل مع ضيوف اليمن بهذا القدر من اللا مسؤولية والتهميش؟!
إذا لم نستطع تطبيق اتفاقيات حقوقية كثيرة فهل نعجز عن تطبيق تعاليم الدين الإسلامي في حق اللاجئ الذي يعتبر ضيفاً على الوطن؟.. إذ كيف تسمح الجهات المسؤولة عن هذا أن يبقى هؤلاء اللاجئون طلقاء دون تأطيرهم ضمن قانون الطوارئ الخاص بالظروف الصعبة أو احتوائهم قانونياً ضمن الأسرى وإن لم يكونوا أسرى إلا أن للأسير حق الحفاظ على الحياة ووضوح الهوية والسلامة من الأذى.. فهل منح هؤلاء مثل هذا الحق؟ إن بقاء هؤلاء أحراراً خارج إطار اللائحة الدولية لحقوق اللجوء في حالات الطوارئ يعرضهم ويعرض المواطنين أيضاً لمخاطر إنسانية كثيرة جداً قد لا تتوقف عند حد الاستغلال أو الجاسوسية فقط، فمن يدري من أين تبدأ خطوط اللعبة السياسية وأين تنتهي؟ لعل الساحة كمساحة جغرافية مشتركة بين ما يبحث عنه هؤلاء في أوطانهم وما نبحث عنه نحن في هذا الوطن مكان ملائم لبقائهم على قيد الحق وبقائنا على قيد الواجب!..
ألطاف الأهدل
هل يمكن تحويل الساحات إلى مخيمات لللاجئين؟ 1305